منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، شهدت “إسرائيل” موجة هجرة غير مسبوقة، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن نحو 10 آلاف إسرائيلي اختاروا الانتقال للعيش في اليونان بشكل دائم، من بين عشرات الآلاف الذين غادروا البلاد خلال الأشهر الماضية.
ووفق ما نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، فإن نحو 10 آلاف “إسرائيلي” هاجروا الى اليونان, و ]اتي يأتي هذا النزوح في سياق توتر أمني متصاعد وتراجع الثقة العامة، إضافة إلى قلق متزايد لدى بعض العائلات من مستقبل الأوضاع السياسية والاقتصادية داخل إسرائيل. وقد جذبت اليونان هؤلاء بفضل قربها الجغرافي، وانخفاض تكاليف المعيشة، وسهولة الحصول على الإقامة أو الاستثمار العقاري، فضلًا عن الاستقرار النسبي مقارنة بجيرانها في شرق المتوسط.
وتشير التقارير إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على أفراد فقط، بل تشمل أيضًا مستثمرين ورجال أعمال نقلوا أنشطتهم التجارية نحو الجزر اليونانية أو المدن الساحلية. ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها مؤشر على أزمة ثقة داخلية، يمكن أن تكون لها انعكاسات ديمغرافية واقتصادية في المدى المتوسط، خاصة إذا استمرت الأوضاع الأمنية في التدهور دون أفق سياسي واضح.
و في خضم التصعيد العسكري بين إيران و “إسرائيل” أو ما سيمي بحرب 12 يوم” خلال شهر جوان 2025، سجّلت وسائل إعلام عبرية ودولية مشاهد غير مسبوقة لهروب عشرات عائلات المستوطنين الاسرائليين في فلسطين عبر قوارب ويخوت خاصة نحو قبرص واليونان. ووفق تقرير نشرته صحيفة هآرتس بتاريخ 16 جوان 2025، فقد تحوّلت بعض الموانئ مثل هرتسليا وعسقلان إلى منافذ بحرية بديلة عن المطارات، التي كانت مغلقة جزئيًا بفعل الضربات الإيرانية على البنية التحتية. عمليات المغادرة هذه تمت بسرية أحيانًا، وبوساطة شركات سياحية خاصة أو عبر وسطاء، بتكاليف تراوحت بين 2500 و6000 شيكل للفرد.
تقرير آخر نشره موقع عرب48 بتاريخ 17 جوان 2025 أشار إلى أن الرحلات البحرية هذه لم تكن مجرّد رحلات هروب قصيرة، بل عكست شعورًا داخليًا متناميًا بعدم الأمان لدى بعض فئات المجتمع الإسرائيلي، لا سيما في ظل التخوف من توسّع رقعة الحرب وتكرار انقطاع الخدمات الأساسية. بعض المغادرين أكملوا رحلتهم إلى اليونان ومنها إلى دول أوروبية أخرى، بينما أظهرت شهادات منشورة على مواقع التواصل أن هذا النوع من النزوح المنخفض الظهور يعكس قلقًا حقيقيًا لدى الطبقة الوسطى من طول أمد الحرب أو فقدان السيطرة السياسية والأمنية داخل إسرائيل.