أعلنت كل من سوريا والأردن توصلهما إلى اتفاق لتقاسم مياه نهر اليرموك بشكل عادل، في ظل الضغوط المناخية المتزايدة التي تشهدها المنطقة، وتراجع حاد في كميات المياه الواردة إلى هذا النهر الحيوي. ويأتي هذا التفاهم بعد انعقاد اجتماع فني مشترك ضم ممثلين عن وزارتي الموارد المائية في البلدين، بهدف معالجة آثار الجفاف وتراجع تدفقات المياه.
ويُعد نهر اليرموك أحد أهم الموارد المائية في المنطقة، حيث يشكل مصدرًا رئيسيًا للري والشرب على امتداد المناطق الحدودية. ويؤشر هذا التعاون إلى عودة تدريجية للتنسيق الثنائي في الملفات الحيوية، لا سيما في ظل أزمة مائية باتت تمسّ الأمن المائي الإقليمي.
وتضمن اتفاق تقاسم مياه نهر اليرموك بين سوريا والأردن وضع آلية تنفيذية تتابع بدقة كميات المياه، مع التزام مشترك بالشفافية والتنسيق المستمر. وتُعد هذه الخطوة مؤشراً على إمكانية تطوير علاقات الجوار في ملفات حيوية تتعلق بحياة السكان واحتياجاتهم الأساسية.
و يُعد نهر اليرموك أحد أهم الأنهار في بلاد الشام، إذ يمتد على طول يقارب 70 كيلومترًا، مشكّلًا حدودًا طبيعية بين سوريا والأردن، قبل أن يصب في نهر الأردن على مشارف الأغوار الشمالية. تبلغ مساحة حوضه المائي حوالي 7,000 كيلومتر مربع، تتوزع بين سوريا (الأكبر حصة)، والأردن، والجولان السوري المحتل. ورغم أن تدفقه السنوي كان يتراوح سابقًا بين 400 و500 مليون متر مكعب، إلا أن هذه الكمية تقلّصت في العقود الأخيرة إلى أقل من 150 مليون متر مكعب، نتيجة الجفاف وبناء السدود وزيادة الاستهلاك الزراعي. ومن أبرز المنشآت المائية عليه سد الوحدة المشترك بين سوريا والأردن، بسعة تخزين تقارب 110 ملايين متر مكعب. يلعب نهر اليرموك دورًا حيويًا في تأمين مياه الري والشرب، خاصة في محافظتي درعا الأردنية والسورية، ويُعد محورًا حساسًا في ملف الأمن المائي الإقليمي، نظرًا لتراجع تدفقه وتزايد الطلب على مياهه.
المصدر: صحيفة الوطن السورية