اكتشف فريق بحث تابع للمركز الوطني للبحث في علم الآثار فسيفساء رومانية بضفاف سد بابار بخنشلة، تعود للفترة ما بين القرنين الثالث والخامس الميلاديين، وتحمل مشاهد ميتولوجية تعكس الحياة اليومية القديمة.
وأثمرت الحفرية العلمية التي أُطلقت في 24 جوان الماضي بالموقع الأثري الواقع بضفاف سد بابار في خنشلة، عن اكتشاف فسيفساء رومانية تاريخية يُرجح أنها تعود إلى الحقبة الرومانية، بين القرنين الثالث والخامس للميلاد. وتم هذا الإنجاز تحت إشراف الباحث إلياس عريفي من المركز الوطني للبحث في علم الآثار، بعد أسبوعين من التنقيب الميداني.
الفسيفساء الرومانية المكتشفة في خنشلة، و التي وُجدت أمام منزل ريفي قديم، تمتد على مساحة 8 أمتار طولًا و4 أمتار عرضًا، وتحمل رسومات لأشخاص وحيوانات ضمن مشهد ميتولوجي، يعكس ملامح من الحياة اليومية في تلك المرحلة التاريخية.
مدير الثقافة والفنون لولاية خنشلة، محمد العلواني، أشار إلى أن الموقع يمثل إضافة علمية مهمة للخريطة الأثرية للمنطقة، خاصة أنه يفتح المجال أمام دراسات متعمقة عن تاريخ الاستيطان الريفي في المنطقة الشرقية من الجزائر. كما ستُسهم اللقى المكتشفة في إثراء المتحف العمومي “الإخوة الشهداء بوالعزيز” بخنشلة بعد خضوعها للفحص والحفظ.
تجدر الإشارة إلى أن سد بابار هو أحد السدود الكبرى في ولاية خنشلة، يقع تحديدًا ببلدية بابار، جنوبي الولاية، ويُعد من أبرز المنشآت المائية في المنطقة. تم إنجازه بهدف تأمين الموارد المائية للري والفلاحة، خاصة في ظل الطبيعة شبه الجافة للمنطقة. كما يُستخدم السد في دعم مياه الشرب لبعض البلديات المجاورة، ويُسهم في الحماية من الفيضانات.
ويتميّز بموقعه القريب من مواقع أثرية وتاريخية تعود لفترات رومانية وبيزنطية، كما يُحيط به غطاء نباتي متنوع، مما يجعله نقطة جذب بيئية وثقافية. مؤخرًا، اكتسب أهمية مضاعفة بعد اكتشاف فسيفساء أثرية على ضفافه، ما يعزز قيمته كموقع يجمع بين البعدين الطبيعي والتراثي.
المصدر : واج+ الصحفي