أظهرت المقابلة المطولة التي بثتها قناة “الميادين”، مع الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ملامح تحوّل استراتيجي في خطاب المقاومة اللبنانية. إذ بدت التصريحات الصادرة بمثابة إعلان ضمني عن دخول الحزب في طورٍ جديد، يتجاوز حدود الميدان إلى إعادة هيكلة شاملة في الرؤية والتنظيم والعمل السياسي.
المقابلة مع الأمين العام الجديد ل “حزب الله” لم تكن دفاعًا تقليديًا عن الخيارات السابقة، بل حملت إشارات إلى مراجعة داخلية شاملة، من خلال الحديث عن لجان متخصصة بصدد إعداد استراتيجية عمل جديدة ستُترجم لاحقًا على المستويات التربوية والإعلامية والثقافية والسياسية. وهو ما يشير إلى انتقال المقاومة اللبنانية من حالة “المواجهة الممتدة” إلى مرحلة إدارة التموضع السياسي والبنية التنظيمية في ضوء التحولات الإقليمية والدولية.
و أشار نعيم قاسم أن هذه المراجعة لا تنفصل عن السياق اللبناني والواقع الإقليمي، حيث تطرق إلى المخاوف من إعادة توظيف الساحة السورية بما يهدّد التوازن اللبناني، وإلى خطورة الانسياق وراء ضغوط تهدف، وفقاً للمضمون، إلى نزع قوة لبنان الدفاعية الممثلة في المقاومة، تحت غطاء تقليم نفوذ الحزب.
كما أكد أيضًا نعيم قاسم حرصًا على تثبيت خيار المقاومة بوصفه عنصرًا بنيويًا في الكيان اللبناني، لا مجرد رد فعل ظرفي. كما عكست ملامح انفتاح محسوب تجاه العالم العربي وتركيا، ما قد يوحي بتوسيع قاعدة العلاقة الدولية للحزب ضمن سقف السيادة الوطنية ورفض التبعية.
المصدر: الميادين.