أعلن عبد الله أوجلان، زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني، عن نهاية “الكفاح المسلح” الذي يخوضه التنظيم منذ عقود ضد الدولة التركية، مؤكدًا في رسالة مصوّرة من داخل سجنه أن المرحلة القادمة يجب أن تقوم على النضال السياسي والديمقراطي.
وجاءت هذه التصريحات ضمن تسجيل بثته قناة “Medya Haber”، حيث دعا أوجلان أنصاره ومقاتلي الحزب إلى التخلي الطوعي عن العمل المسلح، معتبرًا أن السياق الإقليمي والدولي يتطلب حلولًا سياسية وسلمية.
كما وجّه أوجلان نداءً إلى البرلمان التركي لتشكيل لجنة تشرف على آليات نزع السلاح وتضمن مسارًا ديمقراطيًا مستدامًا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
بدورها، أشارت وكالة أسوشييتد برس إلى أن هذه الرسالة تأتي قبيل تنظيم مؤتمر رمزي في شمال العراق من المرتقب أن يُسلّم خلاله عدد من مقاتلي الحزب أسلحتهم، في خطوة قد تمهّد لمرحلة جديدة في العلاقة بين الحزب والدولة التركية.
وتُعد هذه الرسالة تحولًا كبيرًا في مسار الصراع، خاصة وأنها تصدر لأول مرة بشكل علني ومصوّر من الزعيم المسجون منذ أكثر من عقدين.
للاشارة تعود جذور الأزمة بين الجماعة المسلحة الانفصالية والدولة التركية إلى عام 1984، حين أطلق حزب العمال الكردستاني تمردًا مسلحًا في جنوب شرق تركيا مطالبًا بحكم ذاتي للأكراد، الذين يشكّلون نحو 20% من سكان البلاد
. وقد تصاعد النزاع المسلح بين الدولة التركية و الجماعة المسلحة الانفصالية ليُصبح من أطول وأعنف الصراعات الداخلية في تاريخ الجمهورية التركية، وأسفر عن سقوط أكثر من (40 ألف قتيل)، معظمهم من المدنيين. رغم محاولات عديدة لعقد مفاوضات سلام، أبرزها المبادرة التي بدأت عام 2013 وانتهت بانهيار الهدنة في 2015، فإن الطرفين ظلا عالقين في دائرة العنف والاتهامات. ومع اعتقال زعيم الحزب عبدالله أوجلان عام 1999، اتخذت الأزمة طابعًا أكثر تعقيدًا، حيث تحوّل أوجلان إلى رمز سياسي في نظر جزء من القاعدة الكردية، بينما بقيت الدولة تعتبر الحزب منظمة إرهابية. الأزمة لم تكن محلية فحسب، بل تشابكت مع ملفات إقليمية في سوريا والعراق، ما زاد من تعقيد مشهدها السياسي والأمني.