تطرّق تقرير لموقع Eastleigh Voice الكيني إلى ما ورد في النشرة الشهرية الصادرة عن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) حول التغيّرات المتسارعة التي يشهدها قطاع النفط في إفريقيا. وأبرز التقرير أن دور القارة في السوق العالمية للنفط آخذ في التوسع، خصوصًا في ظل ارتفاع شحنات النفط من 12 دولة في غرب إفريقيا بنسبة 9% بين أفريل وماي 2025، لتصل إلى 3.56 مليون برميل يوميًا.
و سلّط تقرير Eastleigh Voice الضوء على موقع الجزائر المحوري في التحولات الجارية بسوق النفط الإفريقية، مشيرًا إلى أنها تُعدّ أحد الفاعلين الأساسيين ضمن تحالف أوبك+، بما تمتلكه من احتياطات مؤكدة تقدّر بـ 12 مليار برميل، وقدرة إنتاجية تتراوح بين 1.0 و1.4 مليون برميل يوميًا. وأكد التقرير أن الجزائر جدّدت التزامها بزيادة الإنتاج اعتبارًا من جويلية، نافضةً عنها أي لبس بشأن موقفها من التخفيضات الطوعية السابقة. ووفقًا للتقرير، فإن هذه الزيادة تندرج ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إدماج الحقول الجديدة في المنظومة الإنتاجية، ومواكبة الطلب الموسمي المتصاعد عالميًا، بما يضمن تعزيز عائدات الموارد الوطنية وتحقيق مردودية أكبر من الثروة النفطية.
Eastleigh Voice هي منصة إعلامية رقمية مقرها حي إيستلي (Eastleigh) في نيروبي، كينيا، تُعنى بتغطية الأخبار المحلية والوطنية، مع تركيز خاص على قضايا المجتمعات المحلية في العاصمة والمناطق المحيطة. تُعرف المنصة بأسلوبها الشبابي والحيوي، وتقدم محتوى إخباريًا عبر موقعها الإلكتروني وصحيفتها الرقمية الأسبوعية، إلى جانب نشاطها المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي مثل X (تويتر سابقًا)، تيك توك وفيسبوك. وتعد “Eastleigh Voice” منبرًا صاعدًا يسعى لتكريس إعلام بديل يعطي صوتًا للمناطق المهمّشة وينقل نبض الشارع الكيني من زاوية مختلفة.
وفي هذا السياق، أشار تقرير Eastleigh Voice إلى أن دول أوبك+ شرعت في التراجع التدريجي عن التخفيضات الطوعية التي تم اعتمادها منذ عام 2020 لمواجهة انهيار الطلب خلال جائحة كوفيد-19، حيث تمت إضافة 411 ألف برميل يوميًا إلى السوق العالمية اعتبارًا من جويلية 2025. وتأتي هذه الخطوة ضمن مسعى لتعديل المعروض بما يتماشى مع تحسّن نسبي في الطلب العالمي.
أما على مستوى التجارة الدولية، فقد أبرز التقرير أن الفوائض التصديرية الإفريقية بدأت تلعب دورًا متزايد التأثير في إعادة تشكيل خريطة تدفقات النفط الخام عبر العالم، خصوصًا مع تصاعد الشحنات العابرة للأطلسي. ولفت إلى أن واردات الولايات المتحدة من النفط النيجيري بلغت 364 ألف برميل يوميًا في ماي 2025، وهو أعلى مستوى لها منذ نحو ست سنوات، مما يعكس الطفرة الحاصلة في صادرات غرب إفريقيا.
وفي المقابل، تراجعت صادرات القارة نحو الأسواق الآسيوية، وهو ما يُعزى وفق التقرير إلى مزاحمة النفط الروسي المخفض للأسعار للدرجات الإفريقية، في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.
ورغم هذا النشاط التصديري، أشار التقرير إلى مفارقة لافتة في المشهد النفطي الإفريقي، تتجلى في استمرار استيراد النفط الخام من خارج القارة، على غرار لجوء مصفاة دانغوتي النيجيرية—التي تعمل بطاقة 85%—إلى استيراد كميات كبيرة من خام “غرب تكساس الوسيط” الأمريكي. ويعكس هذا الوضع التحديات المرتبطة بالبنية التحتية المحدودة وغياب تكامل طاقوي فعّال بين دول القارة، ما يعطل إمكانات تطوير تجارة نفطية داخلية مستدامة.
وفي ما يخص آفاق الأسعار، نقل التقرير عن مصادر اقتصادية أن سوق النفط ستظل تواجه ضغوطًا خلال العامين المقبلين، نتيجة وفرة المعروض وتباطؤ الطلب، رغم التوترات الجيوسياسية. وتشير التقديرات إلى أن أسعار خام برنت ستتراوح بين 65 و85 دولارًا للبرميل حتى عام 2026، شرط استمرار التهدئة في الشرق الأوسط.