في خطاب ألقاه يوم 11 جويلية 2025 خلال مؤتمر الاتحاد الإيطالي للبنوك (ABI) بمدينة ميلانو، أكد محافظ بنك إيطاليا، فابيو بانيتا، أن التراجع النسبي في هيمنة الدولار الأميركي على النظام المالي العالمي يمثّل فرصة تاريخية لأوروبا لتعزيز حضورها الاقتصادي والمالي في الساحة الدولية.
وأشار بانيتا إلى أن التقلبات المتزايدة في السياسات الاقتصادية الأميركية أثرت على استقرار الدولار، مما دفع العديد من المستثمرين الدوليين إلى إعادة النظر في خياراتهم، والبحث عن بدائل أكثر استقرارًا، وعلى رأسها العملة الأوروبية الموحدة، اليورو.
وشدد بانيتا على أن «دور الدولار أصبح صراحة محل نقاش لأول مرة منذ عقود»، وهو ما يستوجب، بحسب رأيه، تحركًا أوروبيًا موحدًا لتقديم أدوات مالية أكثر تكاملًا، خاصة عبر إنشاء سندات أوروبية مشتركة وتطوير سوق مالية موحدة.
تصريحات بانيتا لقيت صدى واسعًا في وسائل الإعلام الإيطالية، حيث عنونت صحيفة Corriere della Sera مقالها في نفس اليوم: «Panetta: ‘Dollaro meno egemone è un’opportunità per l’Ue’». أما موقع Teleborsa فأشار إلى أن بانيتا دعا إلى «خطة أوروبية لإنشاء أدوات سيادية مالية» لتعويض ضعف الدولار.
وفي تحليل أوردته La Stampa بتاريخ 12 جويلية 2025، أُشير إلى أن أوروبا قد تجد نفسها في موقع قوة إذا ما أحسنت استغلال هذه التحولات، خاصة مع التوجه الدولي نحو تنويع الاحتياطيات النقدية بعيدًا عن الدولار.
بانيتا، الذي يشغل منصبه منذ نهاية عام 2023، كان من بين الأصوات القليلة في أوروبا التي حذّرت سابقًا من مخاطر الاعتماد المفرط على الدولار في المعاملات التجارية والمالية، وقد جدّد دعوته لتفعيل سياسات نقدية واقتصادية أكثر استقلالية داخل الاتحاد الأوروبي.
المصدر: كوريري ديلا سيرا، تيليبورسا، لا ستامبا