شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا يوم أمس الأحد 13 جويلية 2025 موجة عنف غير مسبوقة، بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين فصائل عسكرية محلية من أبناء الطائفة الدرزية ومسلحين من عشائر البدو. الاشتباكات التي توسّعت رقعتها لتشمل عدة قرى وأحياء في المدينة وريفها، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا، وإصابة أكثر من 50 آخرين، بحسب مصادر متقاطعة، من بينها “المرصد السوري”.
في غضون ذلك، اتخذت الجهود المحلية والدينية مسارًا احتوائيًا، حيث أعلنت مصادر محلية عن إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين بوساطة قادها مشايخ دروز ووجهاء من عشائر البدو، في محاولة لوقف الاشتباكات. لكن الوضع الميداني لا يزال هشًا، وسط تقارير عن موجات نزوح واسعة من القرى المتضررة مثل الصورة، الطيرة ولبين، واستمرار القصف المتبادل قرب مطار الثعلة وجسر قرية حزم.
من جهته، أصدر شيخ عقل الطائفة الدرزية، حمود الحناوي، نداءً عاجلًا لوقف التصعيد، مشددًا على أن ما يحدث “لا يخدم إلا أعداء وحدة المجتمع السوري”. أما الرئاسة الروحية للموحدين الدروز فقد وصفت ما يجري بـ”الفتنة الخفية المقيتة”، داعية الحكومة إلى ضبط الأمن ووقف الاعتداءات المتكررة على المدنيين.
مع إرسال تعزيزات عسكرية من قبل وزارة الدفاع السورية إلى المحافظة، يدخل الملف مرحلة حرجة قد تعيد خلط أوراق التوازن المحلي في السويداء، وتضع الحكومة المركزية أمام استحقاقات عاجلة لضبط الأمن وتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب أهلية مصغّرة، تهدد ما تبقى من استقرار نسبي في الجنوب السوري.
المصدر: الميادين