تعود الحياة مجددًا إلى أحد أعرق المهرجانات الفنية في إفريقيا والعالم العربي، مع انطلاق الدورة الـ59 من مهرجان قرطاج الدولي بتونس بداية من 19 جويلية إلى 21 أوت 2025. دورة تراهن على التنوّع، وتُقام الدورة بروح فنية تعبّر عن السلام والانفتاح، وفق ما توحي به عروضها وبرمجتها الرسمية التي نُشرت على الصفحة الرسمية للمهرجان عبر فيسبوك. وتحمل هذه الدورة لمسة بصرية خاصة، إذ ستكون المعلقة الرسمية من تصميم الفنان عاطف معزوز، وتحمل عبارة “قرط حدشت” بالخط العربي، بإبداع من الخطاط عمر الجمني، وهي عبارة فنيقية تعني “المدينة الجديدة”، في إشارة رمزية إلى تجدد قرطاج كمركز للفن والحياة.
الافتتاح سيكون مع عرض “من قاع الخابية” للموسيقار التونسي محمد القرفي، يليه عرض موسيقي بعنوان “TAPIES ROUGE2” لرياض الفهري في 20 جويلية، ثم عرض مسرحي بعنوان “BINOMIE+1” لعزيز الجبالي في 22 من الشهر ذاته، ليأتي الموعد المنتظر مع الفنانة لطيفة العرفاوي يوم 25 جويلية، في عرض يتزامن مع ذكرى عيد الجمهورية التونسية، ما يمنحه بُعدًا وطنيًا خاصًا. ويعتلي المسرح الأثري في الليلة التالية الموسيقي العالمي إبراهيم معلوف، قبل أن يحيي الفنان الفلسطيني محمد عساف حفله في 27 جويلية. أما يوم 28، فسيُخصص لسهرة تونسية تقليدية، على أن يُستقبل ناصيف زيتون يوم 30 جويليةفي عرض جماهيري منتظر.
وتتواصل العروض في أغسطس بإيقاع تصاعدي، حيث يشهد الأول من الشهر سهرة موسيقية بعنوان La nuit des chefs، تليها حفلة للنجمة نانسي عجرم، ثم عرض للأطفال يوم 3 بعنوان Chantal Goya Sur la route enchantée، يليه في 5 أوت ظهور الفنان الفلسطيني الصاعد Saint Levant. ويقدّم كريم ثليبي عرضه “تخيّل” يوم 8 أوت، ثم الفنانة نجوى كرم يوم 9 أوت. وتشهد ليلة 11 من شهر أوت عرضًا فلكلوريًا، تليه الفنانة صوفية صادق في 13أوت ، ثم عرض خاص بسيرة أم كلثوم تقدمه مي فاروق يوم 16أوت. أما الفنان Ky-Mani Marley، نجل أسطورة الريغي، فيحيي عرضًا يوم 17 أوت، قبل أن يظهر آدم في 18، ويُختتم المهرجان بعرض للفنانة أحلام يوم 21 أوت.
بهذه البرمجة الغنية، يتأكد مرة أخرى موقع قرطاج كمهرجان يتجاوز الطابع الاحتفالي نحو تأصيل العلاقة بين الثقافة والهوية، ويمنح المسرح الأثري لتونس فسحة مفتوحة للحوار الفني مع العالم. التذاكر متوفرة عبر الموقع الرسمي بأسعار تتراوح بين 20 و90 دينارًا، مما يجعل العروض في متناول جمهور واسع، يعانق الفن على إيقاع التاريخ.
للإشارة تزيّنت المعلقة عاطف معزوز بعبارة “قرط حدشت”، وهي عبارة فينيقية الأصل تعني “المدينة الجديدة”، وتشير إلى التسمية التاريخية لقرطاج كما أطلقتها عليها الأميرة الفينيقية عليسة عند تأسيسها. بهذا الاختيار، يربط المهرجان بين الماضي التأسيسي العريق والرهان المتجدد على الفن والإبداع في حاضره المعاصر.