و خلال لقائه الدوري مع وسائل الإعلام، مساء الجمعة 18 جويلية 2025، جدد الرئيس عبد المجيد تبون التأكيد على الثوابت التي تقوم عليها السياسة الخارجية الجزائرية، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إلى جانب الاستعداد الدائم لتقديم الدعم عند الحاجة.
وأشار الرئيس إلى أن الجزائر لطالما لعبت دورًا فاعلًا في مساعدة الجارة مالي على تجاوز أزماتها، وهي مستعدة لتجديد هذا الدور متى طُلب منها. كما أوضح أن الأزمة في مالي ليست وليدة اليوم، بل تعود جذورها إلى ما قبل الاستقلال في 1960، مؤكدًا أن الجزائر ترفض مبدئيًا التدخل في شؤون مالي، النيجر، بوركينا فاسو أو ليبيا.
وفي رده على تساؤلات بشأن المخاطر الأمنية الناتجة عن الأوضاع المضطربة في المنطقة، شدد رئيس الجمهورية على أن “الحدود الوطنية مؤمّنة بالكامل” بفضل تجربة الجزائر الطويلة في مجال مكافحة الإرهاب.
كما أعاد الرئيس التأكيد على مواقف الجزائر الثابتة من القضايا العادلة، وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، مبرزًا أن مبدأ “عدم الانحياز” الذي تبنته الجزائر منذ 1955 لا يزال يشكل أحد أعمدة سياستها الخارجية. وأوضح أن هذا الموقف يعكس سرّ العلاقات المتوازنة التي تربط الجزائر بكل من الولايات المتحدة، روسيا، والصين.
وفي سياق العلاقات الدولية، تطرّق الرئيس إلى انضمام الجزائر مؤخرًا إلى معاهدة الصداقة والتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مبرزًا علاقات الجزائر الجيدة مع عدة دول آسيوية كماليزيا وإندونيسيا، خاصة في مجال التبادل التجاري.