تحلّ اليوم الذكرى الثامنة لرحيل الفنان بلاوي الهواري (1926 – 2017)، أحد أعمدة الأغنية الجزائرية، وصاحب مسار فني تجاوز حدود الأداء ليؤسس مدرسة أثّرت في أجيال من الموسيقيين.
على مدى عقود، أسهم بلاوي الهواري في تشكيل ملامح المشهد الموسيقي الجزائري من خلال أكثر من 500 عمل غنائي، جمع فيها بين الأداء والتلحين، وترك بصمته على أصوات عدة، منها صباح الصغيرة، جهيدة، الهواري بن شنات، وحتى الشاب خالد، الذي منح أغنية «بختة» حياة جديدة على الساحة الدولية. غير أن بلاوي لم يكن فقط صانع ألحان، بل حارسًا لتراث موسيقي متنوع، يمزج الحوزي بالعروبي، ويزاوج بين الأندلسي والشعبي الوهراني، في توليفة أخلصت للأصالة دون أن تنغلق على التكرار.
من «يا الوشام» إلى «طال عذابي»، ظل صوته يحمل ملامح مدينة وهران، ويُستعاد اليوم في الأزقة، في الأعراس، وفي الذاكرة الجمعية التي لم تودّعه فعليًا، بل احتفظت به كصوت مألوف في الحياة اليومية.
وبمناسبة الذكرى الثامنة لرحيله، كشف الفنان صابر الهواري في اتصال مع موقع “الصحفي” أنّه أعاد رائعة الراحل بلاوي الهواري “لوكان تزيان لعقوبة” بتوزيع موسيقي جديد، تكريماً منه لهذا الصوت الذي ساهم في ترسيخ الطرب الجزائري الأصيل. وأضاف الفنان صابر أنّ هذا العمل ليس مجرد إعادة إنتاج فني، بل هو رسالة وفاء، وتعهد منه بمواصلة المسيرة الفنية والحفاظ على هوية الأغنية الوهرانية التي طالما نادى بها بلاوي الهواري.