الولايات المتحدة تدخل على خط ممر زنغزور…مصالح استراتيجية تتقاطع في قلب القوقاز

تشير التقارير المتداولة منذ منتصف جويلية 2025 إلى تصاعد الاهتمام الأمريكي بممر زنغزور، وهو المعبر الاستراتيجي الذي تسعى أذربيجان إلى فتحه عبر الأراضي الأرمنية، لربط إقليم ناختشيفان بالأراضي الأذرية الرئيسية، وبالتالي بتركيا. وقد أبرزت مصادر إعلامية، من بينها “ميديا 365” الأرمينية (بتاريخ 17 يوليو 2025)، أن شركات أمريكية قد أبدت اهتمامًا متزايدًا بالمنطقة المحيطة بالممر، في إطار ما يبدو أنه جزء من تحرّك جيوسياسي أكبر للولايات المتحدة في جنوب القوقاز.

يكتسي ممر زنغزور أهمية تتعدى أبعاده الاقتصادية أو اللوجستية. فهو نقطة تماس بين أطراف إقليمية وازنة: تركيا، الحليف الاستراتيجي لأذربيجان؛ إيران، التي تخشى أي تغيير في حدودها مع أرمينيا؛ روسيا، التي تملك وجودًا عسكريًا في المنطقة؛ والولايات المتحدة، التي تحاول استغلال التوازنات الهشة لتعزيز حضورها. وتأتي هذه التحركات في وقت تُبدي فيه يريفان قلقها من فقدان السيطرة على سيادتها الحدودية، في ظل ضغط أذري متصاعد مدعوم من أنقرة.

وتثير المساعي لإنشاء ممر زنغزور ردود فعل حذرة من طهران، إذ تعتبر إيران أن الممر قد يهدد تواصلها البري مع أرمينيا ويزيد من النفوذ التركي قرب حدودها الشمالية. أما موسكو، التي اضطلعت بدور الوسيط بعد حرب 2020 بين أرمينيا وأذربيجان، فتسعى إلى الاحتفاظ بموقعها كضامن للتوازنات الإقليمية، رغم تراجع نفوذها بفعل انشغالها بالحرب في أوكرانيا.

وفيما لم تُكشف تفاصيل دقيقة حول طبيعة الشركات الأمريكية المهتمة، إلا أن السياق يشير إلى أنها قد تكون واجهة لتحرك سياسي – استثماري يهدف إلى فرض موطئ قدم استراتيجي جديد لواشنطن في مفترق طرق جغرافي بين آسيا الوسطى، القوقاز، والشرق الأوسط.

المصدر: ميديا 365

Exit mobile version