أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال زيارته التفقدية أمس لموقع إنشاء محطة “الضبعة النووية”، أن أولى وحدات المشروع ستدخل حيز التشغيل منتصف عام 2028، مؤكدًا أن الأعمال الإنشائية تسير بوتيرة متقدمة رغم تعقيد المشروع وطبيعته الخاصة.
تأتي زيارة محطة “الضبعة النووية” في إطار متابعة الحكومة للمشروع القومي الذي يُعد أحد أبرز مكونات استراتيجية مصر للطاقة، حيث تسعى القاهرة إلى إدماج الطاقة النووية السلمية في مزيجها الطاقوي لضمان أمنها الطاقوي المستقبلي. وتقوم بتنفيذ المحطة شركة “روس آتوم” الروسية، وتضم أربع وحدات بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاواط.
وقد شدّد مدبولي على أهمية هذا المشروع، ليس فقط في تعزيز قدرات الإنتاج الكهربائي، بل في ترقية الخبرات الوطنية في مجال التكنولوجيا النووية. كما أشار إلى أن التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والشركات المنفذة سيتواصل من أجل احترام آجال التسليم.
محطة الضبعة النووية: خطوة مصر نحو أمن طاقوي منخفض الكربون
تُعد محطة الضبعة النووية أول مشروع من نوعه في مصر، حيث تتولى شركة “روس آتوم” الروسية تنفيذها بموجب اتفاقية وُقعت عام 2015. تتكون المحطة من أربع وحدات نووية من نوع VVER‑1200، بقدرة إجمالية تصل إلى حوالي 4.8 غيغاواط، ما يعادل (1.2 غيغاواط لكل وحدة). وتُشير التقديرات إلى أن هذه الطاقة ستمثل ما يقارب 50% من إجمالي القدرة الكهربائية المنتجة في مصر، في سياق سعي البلاد لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء.
بدأت أشغال البناء تدريجيًا عبر مراحل: أُطلقت أعمال الوحدة الأولى في يوليو 2022، ثم الوحدة الثانية في نوفمبر من نفس العام، تلتها الوحدة الثالثة في ماي 2023، وأخيرًا الوحدة الرابعة في يناير 2024. ومن المقرر أن تدخل أولى هذه الوحدات الخدمة التجارية في منتصف عام 2028، على أن تكتمل المرحلة التشغيلية الكاملة للمحطة بحلول عام 2030.
من الناحية المالية، يُقدّر إجمالي تكلفة المشروع بما بين (28 و30 مليار دولار)، تُموّل روسيا 85٪ منها عبر قرض يمتد على مدى 22 عامًا وبنسبة فائدة سنوية قدرها 3٪، فيما تتحمل مصر نحو (4.5 إلى 5 مليار دولار) من خلال مصادر تمويل محلية وخاصة.
وتأمل القاهرة أن يُسهم هذا المشروع في تعزيز أمنها الطاقوي من خلال إدماج مصدر طاقة منخفض الكربون في مزيج الكهرباء الوطني، وتقليص الاعتماد على الغاز الطبيعي. كما يُنتظر أن يُوفر المشروع ما بين (20,000 إلى 50,000 فرصة عمل) خلال مرحلتي الإنشاء والتشغيل الأولية، إلى جانب إمكانياته المستقبلية في دعم مشاريع تحلية مياه البحر بإنتاج قد يصل إلى (100,000 متر مكعب يوميًا) لأغراض التبريد أو الاستهلاك المحلي.
المصدر: بوابة الأهرام + power-technology.com