في لفتة رمزية تعبّر عن عمق العلاقات الجزائرية الإيطالية، تم اليوم الخميس بالعاصمة الإيطالية روما، تدشين لوحة تذكارية تخليدًا لروح المجاهد والسياسي الراحل الطيب بولحروف، وذلك تزامنًا مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى هذا البلد.
وقد أشرف على مراسم تدشين اللوحة التذكارية للمجاهد بولحروف وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بحضور نائب عمدة روما سيلفيا سكوتزيزي (Silvia Scozzese)، وعدد من ممثلي السلطات المحلية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد الوزير عطاف أن هذا التكريم يحمل في طياته دلالات تاريخية قوية تعكس عمق روابط الصداقة والوفاء بين الجزائر وإيطاليا. وذكّر بمكانة الراحل الطيب بولحروف، الذي اعتُبر أحد رموز الثورة التحريرية الجزائرية، كما شغل مهمة ممثل الحكومة الجزائرية المؤقتة بالعاصمة الإيطالية خلال فترة الكفاح من أجل الاستقلال.
وقد كُتب على اللوحة التذكارية التي نُصبت في المكان الذي عاش فيه بروما:
“هنا عاش الطيب بولحروف (1923–2005)، شخصية رمزية في الثورة الجزائرية، وممثل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في روما. حياة كرسها للحرية، والعدالة، والكرامة لشعبه. S.P.Q.R. 2025” — في تعبير واضح عن التقدير الرسمي من بلدية روما لنضاله ومكانته.
ويأتي هذا التكريم في سياق زيارة دولة تعزز الديناميكية التي تشهدها العلاقات الثنائية، وتُعيد تسليط الضوء على الوجوه التاريخية التي أسهمت في بناء جسور التواصل بين الجزائر وشركائها الدوليين في لحظات مفصلية من تاريخها.
للاشارة، الطيب بولحروف هو أحد رموز الثورة الجزائرية، وُلد في عام 1924 بولاية جيجل. انخرط مبكرًا في صفوف الحركة الوطنية، ثم التحق بجيش التحرير الوطني عند اندلاع ثورة نوفمبر 1954، حيث لعب دورًا محوريًا في العمل الدبلوماسي خلال الثورة. عُيّن ممثلًا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في العاصمة الإيطالية روما، حيث عمل على حشد الدعم الدولي للقضية الجزائرية، والتواصل مع الجاليات الجزائرية في الخارج، وكان من أبرز الوجوه التي ربطت بين النضال الثوري والدبلوماسية التحريرية.
بعد الاستقلال، واصل بولحروف التزامه الوطني من خلال أدوار متعددة داخل مؤسسات الدولة، محافظًا على سمعته كمجاهد نزيه ومثقف ملتزم. يُعد تكريمه بلوحة تذكارية في روما اعترافًا بجهوده في تعزيز العلاقات الجزائرية-الإيطالية، وتجسيدًا لذاكرة نضالية راسخة لا تزال تلهم الأجيال الجديدة.