واصلت الاشتباكات صباح الأحد 27 جويلية 2025 في المناطق الحدودية بين تايلاند وكمبوديا، رغم دعوة وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البلدين لوقف إطلاق النار الفوري، بحسب ما أفادت به وكالتا رويترز وأسوشيتد برس.
وتركّز القتال في محيط المعالم الأثرية الواقعة على الحدود، خصوصًا في محيط معبدي Ta Muen Thom وPreah Vihear، حيث تبادلت القوات التايلاندية والكمبودية القصف المدفعي والصاروخي. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط أكثر من (30 قتيلًا)، معظمهم من المدنيين، فيما نزح أكثر من (130,000 شخص) من القرى المتاخمة للحدود، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز.
وكان ترامب قد دعا، يوم السبت 26 جويلية، إلى تهدئة فورية، معلنًا عن “وساطة أمريكية لوقف التصعيد”، في وقت أعلنت فيه بانكوك وكمبوديا استعدادهما للجلوس إلى طاولة المفاوضات. غير أن القتال استمر في اليوم التالي، حيث اتهم كل طرف الطرف الآخر ببدء الهجوم.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن جهود التهدئة لم تثمر عن نتائج ملموسة على الأرض، في ظل استمرار التصعيد العسكري، ما يثير مخاوف من انزلاق النزاع إلى مواجهة أوسع، خاصةً في منطقة لطالما شهدت توترات تاريخية بين الجانبين.
ويرجع الصراع بين تايلاند وكمبوديا إلى جذور تاريخية عميقة، تتمحور أساسًا حول السيادة على معابد تاريخية تقع على الحدود بين البلدين، أبرزها معبد برياه فيهير (Preah Vihear). في عام 1962، حكمت محكمة العدل الدولية لصالح كمبوديا بخصوص تبعية المعبد، لكن الخلافات تفاقمت لاحقًا حول الأراضي المحيطة به. شهدت الحدود مواجهات متقطعة منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، خاصة بين عامي 2008 و2011، حيث اندلع قتال متكرر أدى إلى سقوط قتلى من الجانبين ونزوح مدنيين. ورغم محاولات التهدئة، ظلت المنطقة تشكل نقطة توتر مزمنة بين البلدين، مدفوعة بحساسية قومية وتاريخية يصعب احتواؤها دبلوماسيًا.