تحت هذا العنوان “نظام باريس يُفضّل تمرّد وزير على استقالة الرئيس”، تطرق مقال ل”اجيري باتريوتيك” إلى ما وصفه بـ”المنطق اليائس” الذي يحكم تصرفات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي جعله يختار التعايش مع تمرد وزيره برونو روتايو داخل الحكومة بدلًا من المخاطرة بانهيار السلطة التنفيذية.
يُظهر المقال أن ماكرون، الذي كان يُلقب يومًا بـ”سيد اللعبة السياسية”، بات اليوم محاصرًا ومضطرًا لقبول انحرافات وزير الداخلية الذي تجاوز صلاحياته علنًا وهاجم الماكرونية باعتبارها “عاجزة وتنتهي مع ماكرون”. هذا التمرد، الذي كان كافيًا لإقالة فورية في أي نظام ديمقراطي متوازن، يُغضّ عنه الطرف في فرنسا الحالية.
السبب، كما يراه المقال، يعود إلى حسابات سياسية باردة: إقالة روتايو قد تعني تفجير توازن الأغلبية في الجمعية الوطنية، وفتح الباب أمام انتخابات مبكرة قد يستفيد منها اليمين المتطرف، وهو ما يسعى ماكرون بكل جهده لتجنّبه. بذلك، بات الرئيس “رهينة” لمعادلة برلمانية معقدة، يضطر معها للتضحية بهيبته مقابل ضمان استمرارية حكمه.
المقال يُبرز كذلك كيف يستغل روتايو هذا الوضع لمهاجمة سياسة فرنسا الخارجية، خصوصًا تجاه الجزائر، مما يفاقم التوترات الدبلوماسية. لكنه paradoxalement يخدم الإليزيه، إذ يمتص غضب اليمين السيادي ويوفّر للرئاسة “درعًا” من النقد المباشر.
بالمحصلة، يصوّر المقال مشهدًا سياسيًا فرنسيًا مأزوما، يُضحّي فيه النظام بالثوابت المؤسساتية مقابل البقاء في السلطة، حتى ولو كان الثمن تآكل الهيبة وتراجع الثقة في الدولة.