شهدت الجزائر العاصمة، أمس الاثنين 28 جويلية 2025، توقيع الدفعة الأولى من العقود المتعلقة بمشروع “بلدنا الجزائر” الزراعي الصناعي المتكامل، الموجه لإنتاج مسحوق الحليب في ولاية أدرار. وتبلغ قيمة هذه العقود ما يفوق 500 مليون دولار، ضمن استثمار إجمالي يُقدر بـ 3.5 مليار دولار.
وتشمل المرحلة الأولى استصلاح حوالي 100 ألف هكتار، وتجهيز 700 وحدة ري محوري، إلى جانب إنشاء مصنع واحد من أصل مصنعين مخصصين لإنتاج الحليب المجفف. وسينطلق الإنتاج فعليًا سنة 2026 مع بداية تكوين القطيع المستورد من سلالات عالية الجودة.
جرى التوقيع على 14 اتفاقية مع شركات دولية ووطنيّة رائدة في مجالات متعددة، منها: خطوط الإنتاج، الري، الحفر، البنية المعدنية، الدراسات البيئية، والهندسة.
ومن بين هذه الشركات, “GEA TECHNOLOGIES” الألمانية الرائدة في تصنيع خطوط إنتاج الحليب وتجهيزات الحلب الآلي, والتي ستتولى تصميم مصنع الحليب المجفف ومزارع الأبقار, بمواصفات تشمل وحدة تجفيف بارتفاع 40 مترا.
كما ستقوم شركة “أورباكون” (UCC) العالمية بإنجاز الهيكل المعدني للمصنع وفق أعلى معايير الجودة والسلامة.
كما تم توقيع عقد مع شركة “EHAF” القطرية للاستشارات الهندسية لإعداد التصاميم المعمارية والهندسية لجميع منشآت المشروع, بالإضافة إلى شركتي “AFKO” التركية و”Valmont” الأمريكية لتوفير أنظمة ري متطورة تتلاءم مع المناخ المحلي.
وتتولى شركة “DG JONES AND PARTNERS” العالمية إدارة وتنفيذ المشروع وتنسيق مختلف مراحله, فيما ستقوم شركتا “DANDOUN” و”CINDYRIS” بإعداد الدراسات الفنية والتقنية وخطة التنفيذ.
أما شركة “EFORHYD” الجزائرية, فستتكفل بحفر الآبار اللازمة لتأمين الموارد المائية, على أن تقوم شركتا “GENIE HUDRIQUE” و”STAR FILTRE” بتوريد أنابيب تغليف الآبار.
وستشرف شركة “Condor-Travocovia” على بناء القاعدة الثانية لإقامة الفرق العاملة, فيما تنجز شركة “RedMed” القاعدة الأولى لضمان ظروف إقامة وعمل مناسبة وآمنة. كما سيكلف المكتب الوطني للدراسات الخاصة بالتنمية الريفية بإعداد الدراسات الفنية والتقنية للمشروع.
للاشارة أُطلق مشروع “بلدنا الجزائر” شهر أفريل 2024 بشراكة بين شركة “بلدنا” القطرية (51%) والصندوق الجزائري للاستثمار (49%)، ويُعدّ أحد أكبر الاستثمارات الزراعية الصناعية في الجزائر. يمتد المشروع على مساحة قدرها 117 ألف هكتار بولاية أدرار، وتُقدّر كلفته الإجمالية بـ 3.5 مليار دولار أمريكي، موزعة على أربع مراحل.
يهدف المشروع إلى إنتاج نحو 194 ألف طن سنويًا من مسحوق الحليب عند دخوله طاقته القصوى، ما سيغطي حوالي 50% من احتياجات السوق الجزائرية، ويقلّص بشكل كبير من الاعتماد على الواردات. كما يتوقع أن يبلغ عدد رؤوس الأبقار حوالي 270 ألف رأس خلال السنوات التسع الأولى، ما يُنتج ما يفوق 1.7 مليار لتر من الحليب سنويًا. المشروع سيوفّر أكثر من 5000 منصب عمل مباشر، ويُنفذ بالكامل عبر تمويل جزائري داخلي، ما يعكس توجّهًا استراتيجيًا نحو الأمن الغذائي والسيادة الوطنية في المنتجات الأساسية.