أحياءا لليوم العالمي لنلسون مانديلا أكد مشاركون في ندوة احتضنها منتدى الذاكرة التابع لجريدة “المجاهد”، أن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا ظل يُجسد رمزًا للكفاح العالمي ضد الاستعمار ونظام الميز العنصري، مستمدًا إلهامه من تجربة الثورة الجزائرية، ومعبّرًا عن دعم راسخ لقضايا التحرر العادلة، وعلى رأسها القضية الصحراوية.
ندوة “المجاهد” التي نُظّمت بالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد، حملت عنوان “دعم الزعيم مانديلا لحركات التحرر: جبهة البوليساريو نموذجا”، وسلطت الضوء على التزام مانديلا التاريخي بمبادئ التحرر والعدالة. وأوضح الدبلوماسي الأسبق ورئيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، نور الدين جودي، أن مانديلا ظل وفيًا لمبادئه رغم الضغوط، منوهًا باعترافه الرسمي بالجمهورية الصحراوية وتأييده المعلن لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، إلى جانب دعمه المبدئي للقضية الفلسطينية.
وقدّم جودي شهادة حية عن تأثر مانديلا العميق بنضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، وكيف ساهمت هذه التجربة في تشكيل رؤيته للكفاح ضد “الأبارتايد” في جنوب إفريقيا. واعتبر أن مواقف مانديلا تجاه القضية الصحراوية تندرج ضمن “نبله السياسي وتضامنه مع قضايا الشعوب المستعمَرة”.
من جهته، عبّر محمد لمين أباعلي، ممثل سفارة الجمهورية الصحراوية لدى الجزائر، عن تقديره العميق لدور مانديلا في الدفاع عن القضية الصحراوية، معتبرًا الذكرى فرصة لتجديد التمسك بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولتأكيد صمود الشعب الصحراوي الممتد منذ نصف قرن.
للاشارة في الثامن عشر من جويلية كل عام، يحيي العالم ذكرى ميلاد نيلسون مانديلا، الزعيم الجنوب أفريقي الذي تحوّل إلى رمز عالمي للنضال ضد التمييز العنصري. أقرّت الأمم المتحدة هذا التاريخ يومًا عالميًا في نوفمبر 2009، دعوةً لتعزيز قيم السلام والعدالة والمساواة. ويتجاوز الاحتفاء مجرد التذكير بمسيرة مانديلا، ليصبح مناسبة عملية تدعو الأفراد إلى تخصيص 67 دقيقة من وقتهم لخدمة مجتمعاتهم، عددًا رمزيًا لسنوات كفاحه. هذا اليوم ليس طقسًا احتفاليًا، بل فعل تضامن مع إرث لا يزال يُلهم العالم في وجه العنصرية والظلم.