كشف تقرير إعلامي أمريكي، بتاريخ 25 جويلية 2025، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) يحتفظ بنسخة من تسجيل فيديو المراقبة المتعلق بوفاة رجل الأعمال المثير للجدل جيفري إبستين داخل محبسه سنة 2019، وتتضمن هذه النسخة الدقيقة التي كانت مفقودة من النسخة المنشورة سابقًا.
ووفقًا لما نشره موقع The Daily Beast، فإن التسجيل الكامل يُظهر لحظة حساسة خلال ليلة 9 إلى 10 أغسطس 2019، كان يُعتقد أن بها فراغًا زمنيا قدره دقيقة واحدة، إذ انتقل التوقيت مباشرة من 11:58:58 مساءً إلى 12:00:00 منتصف الليل. هذا النقص أثار جدلاً واسعًا حول ظروف وفاة إبستين، المتهم في قضايا استغلال جنسي واسعة النطاق.
المدعية السابقة بام بوندي صرّحت حينها أن الفجوة التقنية قد تكون ناجمة عن إعادة ضبط تلقائية لنظام التسجيل، وهو تفسير رفضه مختصون في تحليل الفيديو. وقد بيّن تحليل تقني مستقل نشرته مجلة Wired أن ما يقرب من (2.53 دقيقة) قد حُذفت من التسجيل الأصلي باستخدام برنامج “أدوبي بريمير برو”، ما يعني أن الفيديو لم يكن خامًا كما ادّعت بعض الجهات.
ويظل الغموض قائمًا بشأن ما إذا كانت وزارة العدل الأمريكية ستقرر نشر هذه الدقيقة علنًا، خاصة في ظل الشكوك المتزايدة حول كيفية تعامل السلطات مع هذا الملف الحساس، الذي لا يزال يثير أسئلة قانونية وأخلاقية في الأوساط الأمريكية والدولية.
ما هي قصية جيفري إبستين ؟
جيفري إبستين هو رجل أعمال ومموّل أمريكي وُلد في نيويورك سنة 1953، وذاع صيته بفضل ثروته الكبيرة وعلاقاته الواسعة مع شخصيات بارزة في السياسة والمال والإعلام، على غرار بيل كلينتون، دونالد ترامب، الأمير أندرو، وحتى أكاديميين ومشاهير. بدأ مسيرته في مجال التدريس، قبل أن ينتقل إلى العمل في الاستثمارات المالية، حيث جمع ثروته الغامضة. ورغم عدم وجود سجل واضح لمصدر أمواله، أصبح من أبرز رجال المال في نيويورك. شهرة إبستين تحوّلت إلى فضيحة مدوّية بعد اتهامه بتشكيل شبكة للاستغلال الجنسي للقاصرات، وهي القضية التي أطاحت بسمعته وكشفت خيوطًا من النفوذ والسكوت القضائي والتواطؤ الإعلامي.
في عام 2005، بدأت شرطة بالم بيتش بولاية فلوريدا التحقيق مع جيفري إبستين بعد شكاوى من أسر فتيات قاصرات تعرضن للاستغلال الجنسي داخل قصره. ورغم وجود أكثر من 30 شاهدة، توصّل إبستين سنة 2008 إلى صفقة مثيرة للجدل مع المدّعي الفيدرالي ألكسندر أكوستا، أسفرت عن سجنه 13 شهرًا فقط ضمن نظام يسمح له بالخروج نهارًا، مقابل إسقاط التهم الفيدرالية. أثارت هذه الصفقة سخطًا واسعًا واعتُبرت مثالًا صارخًا على التمييز القضائي لصالح الأثرياء والنافذين.
في 6 جويلية 2019، أعادت السلطات الفيدرالية اعتقال إبستين، ووجهت له تهمًا بالاتجار الجنسي بقاصرات ونقلهن بين الولايات والدول لأغراض الاستغلال، من خلال طائرته الخاصة. ظهرت أسماء عديدة مرتبطة بإبستين خلال التحقيقات، من بينها غيلين ماكسويل (شريكته ومساعدته)، والأمير البريطاني أندرو دوق يورك، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس الحالي دونالد ترامب، إضافة إلى شخصيات مالية وإعلامية معروفة. رغم نفي هؤلاء تورطهم المباشر، ظهرت صور وشهادات تربطهم بإبستين.
عُثر على إبستين ميتًا في زنزانته بسجن متروبوليتان في نيويورك يوم 10 أوت 2019. وأعلنت السلطات أنه انتحر شنقًا، رغم أن الكاميرات كانت “معطّلة”، والحراس “غفوا” عن مراقبته، والتشريح كشف كسورًا غير مألوفة في الرقبة. هذا الحادث زاد من الشكوك حول احتمال تصفيته لإخفاء أسرار خطيرة تخص شخصيات نافذة. لاحقًا، حُكم على غيلين ماكسويل بالسجن 20 عامًا في جوان 2022 بتهمة الاتجار الجنسي بالقاصرات والمشاركة في شبكة إبستين.