كيف تُراهن أوروبا على الجزائر لتقليص التبعية لواشنطن؟

تطرق مقال لالجيري باتريوتيك لمحاولة الاتحاد الأوروبي تفادي التبعية للولايات المتحدة عبر تعزيز شراكاته الطاقوية مع الجزائر، معتبرًا أن هذا التوجه قد يشكّل محورًا استراتيجيًا جديدًا في المتوسط، قادرًا على كسر هيمنة واشنطن وتقلبات السوق، في ظل عالم يتجه نحو عصر الكتل المغلقة وتحوّل الطاقة إلى سلاح جيوسياسي.

ويُفهم من تحليل المقال أن ضعف بروكسل لا يعود فقط إلى قرارات آنية، بل إلى تراكمات هيكلية أضعفت قدرتها على المناورة: من جهة، فقدت أوروبا ميزة الغاز الروسي الرخيص الذي كان يشكّل ركيزة أمنها الطاقوي؛ ومن جهة أخرى، وجدت نفسها مضطرة للقبول بالغاز الأميركي المُسعّر سياسيًا لا اقتصاديًا، ضمن منظومة تفرض عليها الانصياع للخيارات الاستراتيجية لواشنطن، لا سيما في ما يتعلق بالصين وروسيا.

في هذا السياق، تُطرح الجزائر كمُزوّد محتمل يتمتع بثلاث مزايا رئيسية: قربها الجغرافي، استقرارها النسبي، وطموحها لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة. ويبدو أن بعض دول جنوب أوروبا بدأت تلتقط هذه الإشارة، في محاولة لإعادة تشكيل ميزان القوى داخل الاتحاد الأوروبي، من خلال علاقات طاقوية أكثر توازنًا وأقل خضوعًا.

ورغم أن الجزائر لا تدّعي لعب دور المُنقذ، فإن المناخ الجيوسياسي الراهن يمنحها نافذة استراتيجية نادرة. فمع ارتفاع أسعار النفط وتقلبات سوق الغاز، ستكون أي دولة قادرة على تقديم بدائل مستقرة وذات مصداقية، طرفًا فاعلًا في رسم خرائط النفوذ الجديدة. لذلك، يخلص المقال إلى أن الرهان الأوروبي على الجزائر ليس مجرد خيار طاقوي، بل خيار جيوسياسي بامتياز، يمكن أن يسهم في تخفيف التبعية وفتح أفق جديد لشراكة أكثر نُضجًا، إذا أُحسن استغلالها من الطرفين.

Exit mobile version