تحركات جوية أمريكية غير مسبوقة نحو أوروبا والشرق الأوسط تثير التكهنات

تطرقت مجلة “Science & Vie” في تقرير تحليلينشر أمس الاثنين إلى التحركات الجوية غير المسبوقة لسلاح الجو الأمريكي بين الولايات المتحدة وأوروبا، في سياق تصاعد التوترات بالشرق الأوسط. وأبرز التقرير أن أكثر من ثلاثين طائرة تزود بالوقود من طراز KC-135 وKC-46 عبرت المحيط الأطلسي في ظرف وجيز، ضمن تشكيلات منسقة تشير إلى عملية انتشار لوجستي واسعة النطاق.

وقالت المجلة الفرنسية أن الأجواء بين الولايات المتحدة وأوروبا تشهد  تحركات جوية مكثفة وغير معهودة لطائرات التزود بالوقود الأمريكية، في خطوة لافتة ترافقت مع تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية.

و اشار  الموقع المتخصص الةى انه في ظرف ساعات قليلة، أقلعت أكثر من 30 طائرة من نوع KC-135 وKC-46 من القواعد الأمريكية، في تشكيلات محكمة، نحو أوروبا، قبل أن تُرصد لاحقًا فوق إسبانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وحتى إستونيا، متجهةً لاحقًا نحو مناطق عمليات تابعة للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM). وتُعدّ هذه الحركية الجوية من أكبر عمليات الانتشار غير المعلنة في السنوات الأخيرة.

ورغم تزامن هذه التحركات مع مناورات “أتلانتيك ترايدنت” التي تجري بمشاركة فرنسا والمملكة المتحدة وفنلندا، فإن حجم الطائرات وتخصصها في التزود بالوقود يشير إلى تحضيرات لوجستية واسعة تتجاوز نطاق التدريبات الروتينية. كما ترافق هذا التحرك مع وصول حاملة الطائرات “نيميتز” إلى المنطقة، في استبدال مبكر لحاملة “كارل فينسون”.

ويشير مراقبون إلى أن نشر هذا العدد من طائرات التزود بالوقود يمثّل استعدادًا لدعم عمليات جوية بعيدة المدى، خصوصًا في ظل افتقار سلاح الجو “الإسرائيلي” لقدرات كافية لتنفيذ ضربات استراتيجية طويلة الأمد. إذ يسمح هذا الانتشار بتوفير غطاء لوجستي يمكن أن يخدم طائرات قاذفة من طراز B-2 القادرة على استهداف منشآت نووية محصنة كـ”فوردو” في إيران.

السيناريوهات المطروحة تشمل إما استعدادًا لهجوم موسّع جديد في حال تفاقمت الأوضاع، أو تعزيزًا دفاعيًا للمواقع الأمريكية في الشرق الأوسط، بما يسمح بتنظيم إخلاء سريع أو تعزيز أنظمة الدفاع الصاروخي.

ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن رسميًا عن عملية كبرى وشيكة، فإن هذا التحرك يعكس نهجًا أمريكيًا جديدًا قائمًا على الجاهزية القصوى والتدخل غير المُعلن، بما يسمح بفرض حضور فعّال في مسار الأحداث دون الانخراط المباشر في الحرب.

Exit mobile version