كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن أرقام صادمة تعكس عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة، حيث يُقتل يوميًا ما لا يقل عن 28 طفلًا نتيجة العمليات العسكرية والحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 660 يومًا.
وصرّحت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، خلال جلسة لمجلس الأمن، أن أكثر من 17,000 طفل فقدوا حياتهم منذ بدء الحرب، في حين أصيب ما يزيد على 33,000 آخرين، مشيرة إلى أن هؤلاء الضحايا سقطوا غالبًا أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء أو العلاج، أو حتى أثناء تواجدهم في منازلهم.
وأوضحت راسل أن الوضع الكارثي لا يقتصر على الخسائر البشرية، بل يشمل أيضًا الانهيار الكامل في البنية التحتية الصحية، إضافة إلى معاناة مليون طفل تقريبًا من سوء التغذية الحاد، والعطش، ونقص الرعاية الطبية، وهو ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياتهم.
كما حذّرت من أزمة نفسية متصاعدة، حيث يعاني آلاف الأطفال من اضطرابات نفسية عميقة بسبب ما شهدوه من عنف، فقد بعضهم القدرة على الكلام، وتعرّض آخرون لنوبات فزع مزمنة، مما يتطلب تدخلًا نفسيًا عاجلًا.
وأكدت منظمة “يونيسف” أن استمرار تدهور الأوضاع في عزة دون تدخل دولي عاجل سيجعل من هذه المأساة نقطة سوداء في ضمير البشرية، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فاعلة من أجل وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفوري.
