سجّلت واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية خلال شهر يونيو/حزيران 2025 انخفاضًا حادًا بنسبة 7.5%، لتصل إلى 18.9 مليار دولار، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله منذ عام 2009، حسب ما أفادت به صحيفة MarketWatch.
ويعكس هذا التراجع استمرار تداعيات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، خاصة بعد أن أعادت الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية مشددة على مجموعة واسعة من البضائع الصينية، ضمن جهود تهدف إلى تقليص الاعتماد على المنتجات القادمة من الصين.
في المقابل، انخفض العجز التجاري بين البلدين إلى 9.5 مليار دولار، وهو الأدنى منذ فبراير 2004، نتيجة التراجع الكبير في واردات السلع الصينية. كما تراجعت حصة الصين من إجمالي واردات السلع الأمريكية إلى 28.8%، مقارنة بما كانت عليه خلال فترات سابقة حين تجاوزت 40%.
ويرجع هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها:
- تشديد السياسات الجمركية من قبل واشنطن، ما جعل البضائع الصينية أقل تنافسية في السوق الأمريكية.
- تحول سلاسل الإمداد نحو دول بديلة مثل فيتنام والهند وتايوان.
- انتهاء العمل بإعفاءات جمركية على الشحنات الصغيرة القادمة من الصين، مما أدى إلى زيادة التكاليف.
- تراجع الطلب الأمريكي في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.
رغم هذا الانخفاض الكبير في الواردات الصينية، لم ينعكس ذلك بشكل جوهري على العجز التجاري الكلي للولايات المتحدة، والذي بلغ في يونيو نحو 60.2 مليار دولار، ما يشير إلى استمرار فجوة تجارية مع شركاء آخرين.
ويأتي هذا التطور في وقت يتصاعد فيه الخطاب السياسي والاقتصادي الأمريكي الداعي إلى تقليص الاعتماد على الصين في القطاعات الاستراتيجية، وسط دعوات متزايدة لإعادة توطين الصناعات داخل الأراضي الأمريكية.