200 فنانًا بريطانيًا يجبرون الأوبرا الوطنية على إلغاء عروضها في تل أبيب

أعلنت فرقة الأوبرا الوطنية الإنجليزية (ENO) عن إلغاء عروضها المقررة في “تل أبيب”، استجابةً لنداءات مقاطعة من أكثر من 200 فنان وموسيقي ومخرج بريطاني، احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في غزة.

وجاء هذا قرار الأوبرا الإنجليزية في أعقاب رسالة مفتوحة وقّعها فنانون بارزون، أعربوا فيها عن رفضهم مشاركة المؤسسات الثقافية البريطانية في فعاليات إسرائيلية، في ظل ما وصفوه بـ”الجرائم المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين”، ودعوا إلى “وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع”.

الفرقة، التي كانت تعتزم المشاركة في مهرجان ثقافي دولي في تل أبيب، قالت في بيان رسمي إنها “تأخذ بعين الاعتبار القضايا الأخلاقية والإنسانية المرتبطة بمشاركتها الدولية”، مؤكدة أن قرار الإلغاء جاء “بعد مراجعة معمقة وشاملة”.

ومن بين الموقعين على البيان: المخرج الشهير كين لوتش، والمخرج مايك لي، وعضو فرقة “بينك فلويد” روجر ووترز، والموسيقار بيتر ميتشل، والمصممة تاميرا ماكفرسون، والعازفة العالمية جيليان وير، والكاتبة الشاعرة كايت تمبست.

هذا التحرك يندرج ضمن حملة ثقافية أوسع يقودها فنانون في أوروبا، احتجاجًا على الانتهاكات الموثقة في غزة، والتي تصفها الأمم المتحدة بأنها تمثل “أوضاعًا إنسانية كارثية”. وتكشف هذه الخطوة عن تحوّل ملحوظ في استخدام الثقافة كساحة مقاومة رمزية، لمساءلة الأنظمة بدل تجميلها، كما أن المقاطعة الثقافية، بخلاف الاقتصادية أو العسكرية، أداة ضغط ناعمة لكنها فعالة. فهي لا تستهدف الشعوب، بل ترفض “تبييض” السياسات بالقوة الناعمة. وفي وقت كانت فيه إسرائيل تعتمد على ما يسمى “الدبلوماسية الثقافية” لتحسين صورتها، بدأت تواجه ارتدادًا حادًا لهذه الإستراتيجية. فالصمت الفني، هنا، ليس حيادًا، بل موقف.

للإشارة تأسست فرقة الأوبرا الوطنية الإنجليزية (English National Opera – ENO)  في عام 1931وهي واحدة من أبرز فرق الأوبرا في المملكة المتحدة، . تتخذ من مسرح كوليسيوم في لندن مقرًا لها، وتُعرف بتقديم عروض أوبرالية عالية الجودة باللغة الإنجليزية، ما يجعلها أكثر قربًا من جمهورها المحلي.
تشتهر الفرقة بمقاربتها الحديثة والمبتكرة للأعمال الكلاسيكية، وبحرصها على جعل الأوبرا فنًا متاحًا للجميع، بعيدًا عن النخبوية، وتُعد من أبرز رموز الثقافة الموسيقية البريطانية.

المصدر :  الغارديان البريطانية + الصحفي

Exit mobile version