وافق مجلس الوزراء الإيراني، أمس الأحد 10 أوت ، على مشروع قانون يقضي بإزالة أربعة أصفار من العملة الوطنية، وذلك بعد مناقشات ومراجعات داخلية حصل خلالها المشروع على أغلبية الأصوات.
وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، أن هذه الخطوة ستتم على مراحل، مع استخدام عملتين لفترة انتقالية إلى حين اكتمال التنفيذ، مؤكدة أن التفاصيل ستُشرح للرأي العام خلال مراحل التطبيق.
وأشارت مهاجراني إلى أن فكرة حذف الأصفار ليست جديدة، إذ طُرحت لأول مرة عام 2008 وتناوبت الحكومات والبرلمانات على مناقشتها دون اتخاذ قرار نهائي حتى الآن. وأضافت أن الاجتماعات المقبلة ستشهد تقديم مزيد من التوضيحات حول آلية التنفيذ وأبعاده الاقتصادية.
إلى جانب ذلك، ناقش المجلس في الاجتماع نفسه مسألة توسيع صلاحيات المحافظين ومنح بعض مهام الأجهزة التنفيذية للسلطات المحلية في المحافظات، بهدف تعزيز الكفاءة الإدارية وتبسيط الإجراءات، مع تبادل وجهات النظر حول سبل التطبيق العملي لهذه الصلاحيات.
للاشارة العملة الوطنية لإيران هي الريال الإيراني، وقد شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة تراجعًا حادًا في قيمتها نتيجة التضخم المرتفع والعقوبات الاقتصادية المتواصلة. منذ عام 2020 ارتفع سعر صرف الدولار من نحو 300 ألف ريال إلى أكثر من مليون ريال في السوق غير الرسمي مطلع 2025، ما انعكس على ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض القوة الشرائية للمواطنين. وبلغ معدل التضخم السنوي في بعض الفترات أكثر من 40%، مما دفع الحكومة إلى تبني خطة لحذف أربعة أصفار من العملة لتبسيط المعاملات، في خطوة يراها خبراء ذات طابع رمزي ما لم تترافق مع إصلاحات اقتصادية عميقة تعالج جذور الأزمة.
هذا و تلجأ الدول إلى حذف الأصفار من عملتها الوطنية عندما تفقد قيمتها الشرائية بسبب التضخم المرتفع أو التضخم المفرط، بحيث تصبح الأسعار مكتوبة بأرقام كبيرة ومعاملات البيع والشراء معقدة. هذا الإجراء يهدف إلى تبسيط التعاملات النقدية والمحاسبية، وإعادة الثقة بالعملة، ويكون غالبًا جزءًا من خطة إصلاح اقتصادي أوسع تشمل ضبط التضخم وتحسين الوضع المالي. كما يمكن أن يأتي حذف الأصفار في سياق إعادة هيكلة النظام المالي بعد أزمات اقتصادية أو حروب، لتسهيل المعاملات وجعل الأرقام أكثر منطقية في الحياة اليومية.
شهد العالم عدة تجارب لحذف الأصفار، أبرزها تجربة تركيا عام 2005 بحذف ستة أصفار من الليرة، وزيمبابوي التي حذفت الأصفار أكثر من مرة بسبب التضخم المفرط، والأرجنتين والبرازيل اللتان لجأتا لهذا الإجراء عدة مرات في العقود الأخيرة. كما أقدمت روسيا عام 1998 على حذف ثلاثة أصفار بعد أزمة مالية، فيما قررت.
المصدر: وكالة مهر للأنباء