ماذا يفعل شكسبير في شوارع الجزائر ؟

قدّمت الفرقة المسرحية التابعة للمسرح الجهوي عبد القادر علولة وهران (الجزائر)، في إطار عروض مسرح الشارع، مساء الأحد 10 أوت، عرضًا بعنوان “عطيل الغيار” بساحة بور سعيد على واجهة البحر. العمل، الذي اقتبسه وأخرجه سمير بوعناني، وأشرف على إنتاجه مراد سنوسي مدير المسرح الجهوي لوهران، استوحى أحداثه من مسرحية “عطيل” الشهيرة للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، وتناول موضوع الغيرة وتأثيرها على العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع.

شارك في أداء عرض “عطيل الغيار” نخبة من الممثلين، منهم: بن زهرة يوسف، نرجس بن عمارة، بشرى قوراد، عماد براهمي، تواتي محمد، الأمين والحاج محمد الأمين، حيث قدّموا أداءً متقنًا جمع بين الإلقاء المسرحي والروح التفاعلية لمسرح الشارع.

هذا و يُعد مسرح الشارع أحد الأشكال الفنية التي تكسر الحواجز التقليدية بين الخشبة والجمهور، إذ ينتقل العرض إلى الفضاءات العامة ليصل مباشرة إلى الناس في أماكنهم اليومية. هذا النوع من المسرح يتميز بقربه من الجمهور، وبأسلوبه التفاعلي الذي يتيح مشاركة المشاهدين في الحدث الفني، مما يمنحه طاقة خاصة ووقعًا مباشرًا.

وقد حرص المخرج على توظيف عناصر من الموروث الثقافي الجزائري من خلال تقنيات مسرح الحافة، إضافة إلى حضور آلة البندير التي عزف عليها القوّال أثناء العرض، مما أضفى أجواءً تراثية وروحًا شعبية تفاعلت معها الجماهير، وقد شهد العرض، إقبالًا جماهيريًا لافتًا، وحظي باستحسان واسع من الحضور، خاصة أن موضوعه حمل رسالة اجتماعية واضحة وهادفة. وسيكون لجمهور وهران موعد جديد مع عرض مماثل اليوم الاثنين في ساحة خميستي.

للتذكير، فإن مسرحية “عطيل” التي ألّفها شكسبير في أوائل القرن السابع عشر، تُعد من روائع الأدب المسرحي العالمي، وتدور أحداثها حول القائد المغاربي عطيل الذي يقع ضحية مكائد الغيرة والخداع، ما يقوده إلى مأساة إنسانية مؤثرة.

Exit mobile version