“بيلد” الألمانية متهمة بالتحريض على قتل الصحفيين الفلسطينيين

تثير تغطية صحيفة بيلد الألمانية، واسعة الانتشار والمعروفة بأسلوبها الاستفزازي، جدلاً واسعاً بعد استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين في غزة. فبينما تتهم أصوات فلسطينية وعربية الصحيفة بـ”التحريض المسبق” على الشريف، تنفي بيلد أي مسؤولية مباشرة عن الحادث، مؤكدة أنها نقلت تصريحات رسمية إسرائيلية.

قبل أيام من استشهاد الشريف، نشرت بيلد تقريراً مثيراً للجدل بتاريخ 5 أوت 2025، شككت فيه في صور ومقاطع من غزة توثق المجاعة، ووصفت أحد المصورين المحليين بأنه “يفبرك” مواد تخدم حركة حماس. رغم أن التقرير لم يذكر أنس الشريف بالاسم، إلا أن ناشطين وصحفيين رأوا في هذا الخطاب الإعلامي جزءاً من حملة أوسع لتشويه الصحافة الميدانية في غزة.

في أعقاب الغارة التي أدت إلى استشهاد الشريف وعدد من زملائه، نشرت بيلد خبراً نقلاً عن الجيش “الإسرائيلي” وصف فيه الشريف بأنه “إرهابي متنكر في زي صحفي”. ورغم أن الصحيفة عزت الوصف للجيش، إلا أن نشره دون أي تدقيق أو عرض لوجهة نظر مضادة أثار انتقادات حادة من مؤسسات حقوقية وصحفية، التي حذرت من أن تبني الروايات العسكرية بشكل أعمى يقوض سلامة الصحفيين ويشرعن استهدافهم.

و خلف قصف “إسرائيلي” بواسطة طائرة مسيرة امس الاحد و الذي استهدف خيمة الصحفيين  قرب مجمع الشفاء في مدينة غزة , استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافةً إلى إصابة الصحفي محمد صبح وعدد من الإعلاميين الآخرين الذين كانوا يؤدون عملهم في تغطية أحداث العدوان، في جريمة جديدة تعكس استمرار استهداف الاحتلال للأصوات الناقلة لمعاناة غزة.

Exit mobile version