أعلنت قيادة المسرح الجنوبي للجيش الصيني الأربعاء 13 أوت 2025 أنها قامت بـ”رصد وإبعاد” المدمرة الأميركية USS Higgins بعد دخولها، وفق الجانب الصيني، المياه القريبة من جزر سكاربورو المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة استراتيجية تعرف بكثافة حركة الملاحة فيها.
وأوضح البيان الصيني أن دخول المدمرة جرى دون إذن مسبق من بكين، واعتُبر “انتهاكاً للسيادة الصينية” و”تهديداً للاستقرار في المنطقة”. كما شددت القيادة العسكرية على أن قواتها البحرية والجوية اتخذت الإجراءات اللازمة لمتابعة السفينة وإجبارها على الابتعاد.
في المقابل، وحتى وقت نشر الخبر، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجانب الأميركي، سواء من قيادة القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (U.S. Indo-Pacific Command) أو الأسطول السابع أو وزارة الخارجية الأميركية.
تأتي هذه الحادثة في ظل توتر متجدد بين الصين والولايات المتحدة بشأن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، حيث تواصل واشنطن تسيير دوريات بحرية فيما تعتبره “مياهاً دولية”، بينما تصفه بكين بانتهاك لسيادتها.
للاشارة شهد بحر الصين الجنوبي خلال السنوات الخمس الماضية سلسلة من الحوادث البحرية التي زادت من حدة التوتر بين الصين وعدد من الدول المطلة على الممر المائي الاستراتيجي، وعلى رأسها الفلبين والولايات المتحدة. بدأت هذه المواجهات البارزة في مارس 2021 حين رصدت مانيلا أكثر من 200 سفينة صينية قرب شعاب “Whitsun”، تلتها اشتباكات متفرقة شملت استخدام خراطيم المياه، أشعة الليزر، والاحتكاكات المباشرة بين سفن خفر السواحل، كما حدث في مناطق مثل Second Thomas Shoal وSabina Shoal بين 2023 و2024. هذه الحوادث اعتبرتها الفلبين انتهاكًا صارخًا لسيادتها، في حين أصرت بكين على أنها “أنشطة اعتيادية” في مناطق تعتبرها جزءًا من أراضيها.
وفي أوت 2025، بلغ التصعيد ذروته حين اصطدمت سفينة بحرية صينية بسفينة تابعة لخفر السواحل الصيني أثناء ملاحقة زورق فلبيني قرب شعاب سكاربورو، تزامن ذلك مع إعلان بكين إبعاد المدمرة الأميركية USS Higgins من المنطقة نفسها. هذه التطورات تبرز الطبيعة شديدة التعقيد للنزاع، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وبكين، ما يجعل بحر الصين الجنوبي أحد أكثر البؤر البحرية عرضة للاشتعال في آسيا.
المصدر: رويترز + وسائل اعلام