تطرق مقال لموقع “الخبر” الجزائري إلى المعهد الثقافي الفرنسي في الجزائر، مبرزًا تحوّله من منصة للتبادل الثقافي إلى أداة تستخدمها باريس لتنفيذ أجندات سياسية واستخباراتية، وسط تصاعد التوتر بين البلدين. وأشار المقال إلى أن هذه المراكز الفرنسية ، باتت تُستغل لعقد لقاءات سرية وجمع المعلومات، فضلًا عن تحقيق عائدات مالية كبيرة من دورات اللغة الفرنسية والامتحانات الدولية. كما ربط المقال بين هذه الأنشطة وازدواجية الخطاب الفرنسي، الذي يرفع شعارات الشراكة أمام الكاميرات، بينما يمارس نفوذًا خفيًا خلف الأبواب المغلقة، في ظل الخلافات الحادة حول ملفات إقليمية، أبرزها قضية الصحراء الغربية.
المقال اشار إلى أن الخلاف بيتن الجزائر و فرنسا تجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي ليصل إلى المجال الثقافي، حيث بات المعهد الثقافي الفرنسي أداةً ناعمة لتنفيذ أجندات سياسية واستخباراتية تحت غطاء التبادل المعرفي.
وأوضح المقال أن الأزمة بين البلدين دخلت منعطفاً حاداً منذ انحياز فرنسا للمغرب في ملف الصحراء الغربية، معتبرة ذلك انقلاباً على الحياد التاريخي ومسعى لاستخدام الرباط كجسر للعودة إلى إفريقيا. كما اتهم المقال باريس بمحاولة ضرب استقرار الجزائر عبر حملات التشويه، وإذكاء حرب المخدرات، والتشكيك في البرامج التنموية.
وكشف مقال “الخبر” أن المقرات الخمسة التي منحتها الجزائر للمعهد الفرنسي في الجزائر عام 1962، تحولت من منصات للتقارب الثقافي إلى “مضخات مالية” من خلال دورات اللغة الفرنسية والامتحانات الدولية، وإلى فضاءات مغلقة تستعمل لعقد لقاءات سرية مع شباب جزائريين يتم اختيارهم بعناية. ولفت إلى أن مطعماً داخل مقر المعهد بالعاصمة يُستغل ـ حسب مصادر مطلعة ـ كغطاء لهذه اللقاءات، مع فرض أسعار مرتفعة لإبعاد الزوار الفضوليين.
وختم المقال بالتساؤل: إلى متى ستظل الثقافة واجهة لألعاب المخابرات الفرنسية، في ظل ازدواجية الخطاب بين ما يُقال أمام الكاميرات وما يُحاك خلف الأبواب المغلقة؟
