في موقف سياسي حاسم، أعلنت جبهة التحرير الوطني الكاناكية الاشتراكية (FLNKS)، يوم السبت 9 أوت 2025، رفضها الرسمي لاتفاق “بوجيفال” الذي تم توقيعه في 12 جويلية 2025 بين الدولة الفرنسية وعدد من القوى السياسية في كاليدونيا الجديدة.
جاء هذا الإعلان عقب اجتماع استثنائي للمكتب السياسي للجبهة، حيث أكد رئيسها كريستيان تاين ضرورة “رفض واضح لا لبس فيه” لاتفاق “بوجيفال”، معتبرًا أنه يمثل تراجعًا خطيرًا عن جوهر اتفاقي ماتينيون (1988) ونوميا (1998)، اللذين نصّا على حق شعب الكاناك في تقرير المصير.
وبحسب ما أوردته صحيفة Le Monde ووكالة الأنباء الفرنسية AFP، ترى الجبهة أن اتفاق بوجيفال، الذي يتضمن إنشاء “دولة كاليدونيا الجديدة” ومنح “جنسية محلية”، قد تجاهل تمامًا إدراج أي استفتاء على الاستقلال، وهو ما اعتبرته “إقصاءً متعمدًا لحق الشعب الكاناكي في السيادة”.
وفي تصريح نقلته RNZ، شدد تاين على أن أي حوار مع الدولة الفرنسية يجب أن يُستأنف فقط حول “آليات الوصول إلى السيادة الكاملة”، على أن يتم ذلك قبل 24 سبتمبر 2025، تمهيدًا لتحقيق الاستقلال قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 2027. وأضاف أن ما جاء في الاتفاق يعكس “ازدراء الدولة الفرنسية لنضال شعبنا كأمة مستعمَرة”.
من جانبها، أشارت صحيفة La Dépêche de Nouméa إلى أن موقف FLNKS تحوّل من الانخراط في المفاوضات إلى القطيعة التامة، واصفة الموقف الحالي بأنه انتقال “من القلم إلى سلة المهملات”، في إشارة إلى رفض أي التزام ببنود الاتفاق.
وفي وقت يستعد فيه وزير ما وراء البحار الفرنسي لزيارة الإقليم خلال الأسابيع المقبلة، يبدو أن الأزمة السياسية حول مستقبل كاليدونيا الجديدة قد دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، مع وضوح المواقف وغياب أي تسوية قريبة.
المصادر: وسائل اعلام فرنسية
