في مقال نشره موقع “Algeriepatriotique”، تناول الكاتب سيطرة ما يسميه بـ”اللوبي النازي–الصهيوني” على مفاصل القرار في فرنسا، واعتبر أن هذا اللوبي يوظف نفوذه السياسي والإعلامي والمؤسساتي لخدمة أجندات تتعارض مع مصالح الشعب والدولة الفرنسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بملفات تخص الجزائر . ووفق المقال، برزت هذه الهيمنة من خلال ما سُمّي بـ”قضية بو علام صنصال”، التي كان يفترض أن تبقى في إطارها القانوني الجزائري، لكنها أظهرت – بحسب الكاتب – مدى قدرة هذا اللوبي على توجيه مواقف الدولة الفرنسية.
المقال أوضح أن المواقف الفرنسية تميل إلى إظهار الاحترام والدعم اللامشروط لإسرائيل، في مقابل التعامل مع الجزائر كدولة “متمردة” ينبغي إخضاعها، مستشهدًا بتاريخ الصراع مع بقايا الفكر الاستعماري وحقد بعض التيارات المرتبطة بالماضي الاستعماري، مثل أنصار منظمة الجيش السري (OAS). وذكر أن هذه الأطراف تستخدم وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، إضافة إلى مؤسسات سيادية مثل وزارة الداخلية وأجهزة الاستخبارات، كأدوات لخدمة مصالحها.
وأشار الموقع إلى أن ما يسميه “الحرب الفرنسية الفاشية ضد الجزائر” شهدت تصعيدًا منذ عام 2022، على جبهتين: الأولى داخل فرنسا، حيث استُهدفت الجالية الجزائرية بحملات تشويه باعتبارها “تهديدًا ديمغرافيًا” لليهودية الفرنسية، والثانية خارجها، عبر مهاجمة المواقف الجزائرية الداعمة للشعوب المضطهدة، وخاصة القضية الفلسطينية، ورفض الجزائر الخضوع لما وصفه الكاتب بـ”الهيمنة”.
وبحسب المقال، فإن ما يصفه بـ”المطاردة الممنهجة” للجزائريين في فرنسا يعود إلى عهد نيكولا ساركوزي، متحدثًا عن “سياسة استبدال” استهدفت إقصاء الشخصيات الفرنسية من أصل جزائري من الواجهة السياسية والثقافية، مقابل صعود شخصيات من أصول مغربية مثل رشيدة داتي، طاهر بن جلون، نجاة فالو بلقاسم، منير محجوبي وحنان منصور، في حين تم تهميش شخصيات جزائرية بارزة مثل عزوز بيقاق.
كما تطرق المقال إلى استهداف رموز رياضية جزائرية الأصل مثل زين الدين زيدان وكريم بنزيمة، معتبراً أن هذا يدخل ضمن محاولات ضرب صورة الجزائر الإيجابية في الرأي العام الأوروبي. واستشهد الكاتب بتحليله السابق عام 2023 في الموقع نفسه، حين تحدث عن “هجوم منسق” على هذه الرموز.
وتوقف المقال عند ما اعتبره “تصريحات عنصرية” للوزيرة الفرنسية السابقة نوال لونوار في برنامج على قناة CNews في أغسطس 2025، حيث اتهمت ملايين الجزائريين المقيمين في فرنسا بأنهم يشكلون “خطراً إرهابياً”، دون أن تتعرض لأي إجراء من هيئة ضبط الإعلام أو اعتراض من مقدمة البرنامج. كما استعرض الكاتب سجل لونوار في مهاجمة الجزائر، بما في ذلك تكريم الرسام علي ديلم عام 2010، وإنشاؤها لجنة لدعم صنصال عام 2024، واعتبرها “أداة تنفيذ” لحملات أطول مدى وأوسع تمويلاً.
على الصعيد الخارجي، أشار المقال إلى أن فرنسا دعمت على الدوام الموقف المغربي في قضية الصحراء الغربية، لكنها كانت تحافظ على قدر من الحذر لتجنب الإضرار بعلاقاتها مع الجزائر. واعتبر أن رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك المغربي في يوليو 2024، التي أقر فيها بسيادة المغرب على الإقليم واعتبر خطة الحكم الذاتي “الخيار الوحيد”، تمثل تحولًا جذريًا في السياسة الفرنسية يضر بمصالحها الاستراتيجية في الجزائر. ورأى الكاتب أن هذا التغيير لم يكن في مصلحة فرنسا، بل جاء نتيجة ضغط اللوبي الموصوف بـ”النازي–الصهيوني”، الذي يسعى – وفق المقال – إلى دفع الجزائر نحو القطيعة مع باريس وحتى نحو مواجهة عسكرية مع المغرب.
المقال أشار أيضًا إلى دور أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي، في توطيد هذه السياسة، باعتباره “العقل المدبر” وراء انخراط المغرب في “اتفاقيات أبراهام” وفتح الباب أمام عودة اليهود المغاربة من إسرائيل، إضافة إلى الحديث عن دور محتمل له في إقامة قواعد إسرائيلية قرب الحدود الجزائرية.
وفي خاتمته، دعا كاتب المقال الحكومة الجزائرية والشتات الجزائري في فرنسا إلى وضع خطة دفاعية واستراتيجية عاجلة، تشمل اللجوء المكثف إلى القضاء عبر مكاتب محاماة كفؤة، وتطهير السلكين الدبلوماسي والقنصلي من العناصر غير الفعالة أو المشبوهة، وزيادة موازنات الدعم القانوني، مع العمل على تنظيم الجالية الجزائرية على المدى المتوسط والبعيد. كما شدد على أهمية الحفاظ على علاقات إيجابية مع غالبية الفرنسيين الرافضين للتطرف اليميني، والعمل معهم في جبهة مشتركة ضد خطاب الكراهية.


















