صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الأحد 17 أوت 2025، بأن “التدخلات الخارجية في منطقة القوقاز هي خط أحمر بالنسبة لنا”، مشيرًا إلى أن إيران تراقب عن كثب التحولات في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وأوضح بقائي أن منطقة جنوب القوقاز تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لإيران والدول المجاورة، خاصة روسيا، من النواحي السياسية والاقتصادية والجيوسياسية. وشدد على أن طهران لا تعتبر التدخلات الخارجية ووجود قوات غير إقليمية أمرًا مفيدًا، بل تعتقد أنها ستؤدي إلى تعقيدات جيوسياسية.
في سياق متصل، كان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد حدّد في وقت سابق مطالب بلاده بشأن ممر زنغزور في القوقاز، وهي “وحدة الأراضي، وعدم إغلاق الطريق أمام إيران نحو أوروبا أو نحو الشمال”.
وأشار إلى وجود شركة أميركية وأخرى أرمينية ستقومان بإنشاء الطريق، مما أثار قلقًا في طهران بشأن السيادة الإقليمية. يُذكر أن ممر زنغزور يربط أذربيجان بإقليم نخجوان التابع لها والمتمتع بحكم ذاتي، عبر منطقة سيونيك الأرمينية من خلال مدينة مِغري، ويبلغ طوله 40 كيلومترًا. وقد أثار هذا المشروع توترات إقليمية، حيث ترى إيران في فتح الممر تهديدًا لمصالحها الأمنية والاقتصادية.
ممر زنغزور يربط بين بحر قزوين من جهة الشرق والبحر الأسود من جهة الغرب، عبر الأراضي الأذرية والأرمنية، ما يجعله ممرًا استراتيجيًا مهمًا لنقل البضائع والطاقة والتجارة الإقليمية. هذا الربط البحري يضاعف أهميته الجيوسياسية، إذ يتيح الوصول من بحر قزوين إلى البحر الأسود ومنه إلى البحر المتوسط وأوروبا، وهو ما يفسر الاهتمام الكبير به من قبل إيران والدول المجاورة.
وطانت الولايات المتحدة قد أعلنت بشكل صريح عن نيتها السيطرة على ممر زنغزور في القوقاز، معتبرة أن الممر يشكل محورًا استراتيجيًا لتأمين حركة البضائع والطاقة بين بحر قزوين والبحر الأسود، وتقليل الاعتماد على طرق تخضع لتأثير روسيا أو إيران.



















