في سباق تطوير السيارات النظيفة والفعالة، كشفت شركات مثل BYD الصينية وتويوتا اليابانية عن جيل جديد من السيارات الهجينة يعتمد على مبدأ مختلف عمّا اعتدناه في “الهايبرد التقليدي” ضمن ما يُسمّى بـ “السيارات الهجينة التسلسلية” أو (Series Hybrid)، وأحياناً يُطلق عليها اسم Range Extender EV.
ففي تقنية “السيارات الهجينة التسلسلية” ، لا يقوم محرك البنزين بدفع العجلات مباشرة، بل يتحول إلى مولّد كهربائي يشحن البطارية، التي بدورها تغذي المحرك الكهربائي المسؤول عن قيادة السيارة. والنتيجة أشبه بتجربة قيادة سيارة كهربائية بالكامل، لكن من دون القلق من نفاد الشحن.
و طورتشركة BYD الصينية تقنية (Series Hybrid لتُحقق استهلاك وقود منخفض جداً: حوالي 2.9 لتر لكل 100 كـم (2.9 L/100 km) عند نفاد البطارية، وهو رقم مذهل للمركبة القريبة من كهربائية بالكامل.
وفق الأرقام التي كشفتها BYD مع تقنيتها DM-i الجيل الخامس، يمكن لسيارات مثل Qin L وSeal 06 DM-i أن تسير حتى 2100 كيلومتر بشحنة كاملة للبطارية وملء خزان واحد من الوقود. وفي بعض التجارب العملية، وصل المدى الفعلي إلى أكثر من 2400 كيلومتر مع استهلاك وقود لا يتجاوز 2.2 لتر لكل 100 كلم، وهو رقم يُعتبر ثورياً في عالم السيارات.
أما طراز Sealion 6 الملقب بـ “The Super Hybrid”، فيوفر مدى يتجاوز 1100 كيلومتر بخزان واحد مع استهلاك وقود لا يكاد يُذكر.
من جهتها، تواصل تويوتا – رائدة مفهوم “الهايبرد” منذ إطلاق بريوس – تطوير محركات هجينة جديدة عالية الكفاءة الحرارية، وتعمل على إدماج أنواع وقود بديلة مثل “e-fuels” و“biofuels” لتقليل الانبعاثات، ما يعكس رهان الشركة على حلول انتقالية بين البنزين والكهرباء الخالصة.
هذه التكنولوجيا تُقدَّم اليوم كحل وسطي ذكي: فهي تمنح السائقين راحة السيارات الكهربائية من حيث الهدوء والقيادة السلسة، مع ضمان مدى سير هائل يُنهي ما يُعرف بـ“قلق المسافة” (Range Anxiety). وفي الوقت نفسه، تفتح الباب نحو انتقال تدريجي ومدروس إلى عالم خالٍ من الانبعاثات.
وقد شهدت شركة BYD الصينية طفرة غير مسبوقة في سوق السيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEV)، خصوصاً مع إطلاق جيلها الخامس من تقنية DM-i. فبعد أن لم تتجاوز مبيعاتها 50 ألف وحدة عام 2020، قفز الرقم إلى أكثر من 1.4 مليون سيارة هجينة سنة 2023، لتصبح BYD اللاعب الأول عالمياً في هذا المجال. سيارات مثل Qin L وSeal 06 DM-i حققت انتشاراً واسعاً بفضل كفاءتها العالية، إذ لا يتعدى استهلاكها 2.9 لتر لكل 100 كيلومتر، مع مدى يتجاوز 2100 كيلومتر، ما جعلها الخيار المفضل لملايين السائقين الباحثين عن مدى طويل وسعر معقول.
أما تويوتا، رائدة السيارات الهجينة منذ بريوس، فقد حافظت على موقعها القوي بفضل مبيعات تجاوزت 9 ملايين سيارة هجينة حول العالم حتى نهاية 2023. وتواصل الشركة تعزيز مكانتها في الأسواق الأوروبية خصوصاً، حيث ارتفعت نسبة مبيعات سياراتها الكهربية والهجينة إلى أكثر من 70% من إجمالي المبيعات، مع نمو لافت في فئة الـPlug-in بنسبة 272% خلال 2025. ومع ذلك، فإن الشعبية الجارفة لهذه الفئة تسببت في فترات انتظار طويلة للحصول على سياراتها، ما يعكس الطلب العالمي المتزايد على هذه التكنولوجيا الانتقالية بين البنزين والكهرباء.
