ايطاليا…ستة أفلام عربية في مهرجان البندقية السينمائي

يضرب مهرجان البندقية السينمائي الدولي بايطاليا لعشاق الفن السابع موعدًا متجددًا في دورته الثانية والثمانين، الممتدة من 27 أوت إلى 6 سبتمبر 2025، ليواصل تقليدًا عريقًا بدأ منذ سنة 1932 حين أطلق الكونت جوزيبي فولبي أول دورة ضمن فعاليات “بينالي البندقية”. وبمرور العقود، أصبح هذا المهرجان أقدم وأعرق تظاهرة سينمائية في العالم، وواحدًا من أهم ثلاث محطات كبرى إلى جانب “كان” و”برلين”، إذ منح على امتداد تاريخه المنصة لأهم الأسماء التي صنعت مجد السينما.

تحضر السينما العربية هذا العام بقوة عبر ستة أفلام، أبرزها فيلم “The Voice of Hind Rajab” للتونسية كوثر بن هنية المرشح للأسد الذهبي، وفيلم “Hijra” للسعودية شهد أمين، إلى جانب “Calle Málaga” للمغربية مريم توزاني، و**”Coyotes”** للفلسطيني سعيد زاغة. هذه المشاركة تكرّس تنوع الرؤى والمواضيع التي تحملها السينما العربية الجديدة، وتجعل من دورة 2025 مساحة للاحتفاء بالهوية والتجريب.

وتبقى الجزائر حاضرة بذاكرة قريبة من مهرجان البندقية، حيث بصمت المخرجة صوفيا جاما على إنجاز مميز سنة 2017 بفضل الفيلم الروائي الطويل “Les Bienheureux” (المباركون) للمخرجة الجزائرية صوفيا جاما التي توجت بجائزة أحسن ممثلة في فئة “آفاق” (أوريزونتي) خلال الدورة الـ74 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي التي اختتمت فعالياتها عام 2017، حيث حازت الممثلة الجزائرية لينا خودري هذا التتويج عن دورها في العمل، وهو أول فيلم طويل لجاما التي قدمته بإنتاج جزائري-بلجيكي مشترك.

الفيلم يسلط الضوء على المجتمع الجزائري في مرحلة ما بعد العشرية السوداء، من خلال شخصيات تبحث عن معنى جديد للحياة، وهو من بطولة سامي بوعجيلة وناية قاسي إلى جانب وجوه شابة أخرى. وقد لقي العمل إشادة نقدية لجرأته في تناول الأسئلة المرتبطة بالذاكرة والعلاقة بين الأجيال.

وفي نفس الدورة، حصد الفيلم المكسيكي “The Shape of Water” (شكل الماء) للمخرج جييرمو ديل تورو جائزة الأسد الذهبي، بينما فاز الممثل الفلسطيني كمال الباشا بجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “قضية رقم 23” للمخرج اللبناني زياد دويري، ما جعل نسخة 2017 من المهرجان لحظة بارزة للسينما العربية.

يُذكر أن صوفيا جاما، المولودة بمدينة وهران عام 1979، سبق أن أنجزت عدة أفلام قصيرة، منها فيلم “حابسين” (2012) الذي نال جوائز في مهرجانات دولية، قبل أن تفتح لنفسها باب العالمية بفيلم “المباركون” الذي رسّخ حضور الجزائر في واحدة من أعرق التظاهرات السينمائية.

Exit mobile version