أشار موقع Algérie Patriotique إلى مقال منشور في الموقع الإسباني Nuevatribuna، تناول المقارنة بين مشروعي أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري والمغربي-النيجيري، موضحًا أن الفارق بينهما لا يقتصر على الطول والكلفة، بل يمتد إلى البنية التحتية والخبرة المكتسبة.
ويُفهم من مضمون المقال الإسباني أن الجزائر، التي تمتلك شبكة غازية واسعة تربطها مباشرة بأوروبا عبر مشاريع قائمة مثل “ميدغاز” و”ترانسميد”، تنطلق من موقع قوة يجعل مشروعها مع نيجيريا أكثر واقعية.
وحسب Nuevatribuna، فإن الجزائر لا تحتاج سوى إلى استكمال ما تبقى من مسافة عبر النيجر، في حين أن المشروع المغربي يبدو مرهقًا بحكم طوله الذي يتجاوز سبعة آلاف كيلومتر، فضلًا عن مروره عبر 13 بلدًا إفريقيًا، بينها الصحراء الغربية التي لا تزال مصنفة أمميًا كأرض في طور تصفية الاستعمار. هذه المعطيات تجعل المسار المغربي محفوفًا بعقبات سياسية وجغرافية لا يمكن تجاهلها.
ويضيف المصدر ذاته أن الجزائر أنهت عام 2023 كأول مزود للغاز الطبيعي إلى إسبانيا، متقدمة على الولايات المتحدة وروسيا، كما تغطي ما يقارب 40% من احتياجات إيطاليا، وهو ما يمنحها موقعًا استراتيجيًا داخل منظومة الطاقة الأوروبية. في المقابل، لا يملك المغرب سوى تجارب محدودة في مجال أنابيب الغاز، الأمر الذي يضعف قدرته على تحويل مشروعه إلى واقع ملموس.
تشير هذه المقارنة، كما أورد Nuevatribuna، إلى أن المشروع الجزائري لا يمثل مجرد خيار اقتصادي، بل يعزز موقع البلاد كقطب طاقوي في حوض المتوسط وإفريقيا، في وقت تسعى فيه أوروبا إلى تنويع مصادرها بعيدًا عن الغاز الروسي. ويبدو أن الرهان، بالنسبة للجزائر، يقوم على استثمار شبكة قائمة وتوسيعها، بينما يظل الطموح المغربي مرتبطًا بتحديات قد تحول دون تجسيده على الأرض.
