أقالت “إسرائيل” قنصلها الفخري في مدينة ماستريخت الهولندية، بونوا ويسلي، بعد تصريحات اعتبر فيها ما يجري في غزة بمثابة “إبادة جماعية”. وجاء القرار عقب مقابلة أجراها الدبلوماسي مع محطة بث محلية، قال فيها إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع تجاوز حدود الدفاع المشروع ليصبح “شبه إبادة ممنهجة”.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام هولندية، لم يتأخر ردّ السفير الإسرائيلي في لاهاي، الذي اتصل بويسلي بعد 5 دقائق من بث المقابلة، طالباً منه تقديم استقالته على الفور. وأفاد الدبلوماسي المقال أن المكالمة الهاتفية كانت حاسمة، إذ خُيّر بين الاستقالة الطوعية أو الإقالة المباشرة.
اللافت أن ويسلي، الذي يتجاوز عمره الثمانين عاماً، كان يشغل منصبه منذ (2009)، ويُنظر إليه كشخصية وازنة في أوساط الأعمال بالمنطقة. ورغم إقالته، لاقت تصريحاته صدى واسعاً بين ناشطين رأوا فيها خطوة شجاعة في مواجهة الرواية الرسمية الإسرائيلية.
هذا وكان وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب قد أعلن يوم الجمعة الماضي استقالته من منصبه في حكومة تصريف الأعمال، على خلفية خلافات داخل مجلس الوزراء بشأن فرض عقوبات إضافية على “إسرائيل” بسبب الحرب على غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأوضح فيلدكامب، الذي سبق أن شغل منصب سفير هولندا لدى إسرائيل، أنه لم يعد في موقع يتيح له اتخاذ خطوات دبلوماسية مؤثرة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار الاستقالة. وقد تبع استقالته انسحاب حزبه “العقد الاجتماعي الجديد” من الائتلاف الحكومي، في خطوة زادت من حدة الأزمة السياسية التي تشهدها هولندا في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بموقف أكثر صرامة تجاه السياسات الإسرائيلية.