سجلت الجزائر إنجازاً جديداً في مجال صون التراث الثقافي، بإدراج مدينة مليانة القديمة (ولاية عين الدفلى) في سجل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) للتراث المعماري والعمراني. الإعلان جاء خلال الاجتماع الإقليمي العاشر لمرصد التراث المعماري والعمراني المنعقد ببيروت أواخر يوليو الماضي، ليؤكد مكانة الجزائر كفاعل أساسي في حماية وصيانة التراث الثقافي العربي.
وزارة الثقافة والفنون أوضحت أن هذا الاعتراف ثمرة استراتيجية تهدف إلى التثمين والترويج العالمي للتراث الوطني. وسارعت الوزارة إلى إيداع خمسة ملفات متكاملة للترشح، حظي منها ملف مدينة مليانة بالقبول، بعد أن صُنفت قطاعاً محفوظاً وطنياً سنة 2023. ويكتسي هذا المكسب بعداً خاصاً، لكونه أول إدراج في إطار إعلان المرصد الجديد، ما يعكس الجاهزية والخبرة الجزائرية في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، تتواصل الجهود الوطنية لتعزيز وتثمين المعالم الأثرية، حيث انطلقت مؤخراً أشغال تهيئة المحيط الخارجي للضريح النوميدي الملكي مدغاسن ببلدية بومية (ولاية باتنة)، بتمويل قدره (10 مليون دج) من ميزانية الولاية. وتشمل العملية إيصال الكهرباء والماء وتأهيل الطريق المؤدي إلى الضريح وتوفير مرافق أساسية للزوار، بما يسهم في تحسين ظروف الاستقبال وإبراز قيمة المعلم الذي يعود تاريخه إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد.
جدير بالذكر، فإن مدينة مليانة القديمة تُعد من أعرق المدن الجزائرية، إذ تجمع بين الطابع الإسلامي والأندلسي والفرنسي، وتشتهر بأزقتها الضيقة ومعمارها التقليدي وحدائقها، مما يجعلها شاهداً على مراحل متعددة من التاريخ الوطني. وقد صُنفت كقطاع محفوظ وطنياً سنة 2023.
أما الضريح النوميدي الملكي مدغاسن، الواقع ببلدية بومية قرب باتنة، فيُعتبر أقدم معلم جنائزي ملكي في الجزائر وشمال إفريقيا، إذ يعود تاريخه إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد. يتميز بضخامته وطابعه المعماري الحجري الدائري، ويُعد رمزاً لحضارة الممالك النوميدية.
المصدر: و.أ.ج + الصحفي
