انطلق، اليوم الأربعاء، مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ82 على جزيرة ليدو الإيطالية، بحضور لافت لنجوم عالميين مثل جوليا روبرتس وجورج كلوني، وسط أجواء احتفالية تؤكد مكانة المهرجان كأحد أبرز محطات السينما العالمية. وتتنافس في الدورة الحالية (21 فيلمًا) على جائزة الأسد الذهبي، بينما يُرتقب أن تُحدث بعض العروض نقاشات واسعة، من بينها فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، والفيلم المقتبس من رواية «الغريب» لألبير كامو من إخراج فرنسوا أوزون.
وتسجّل مؤسسة البحر الأحمر السينمائي حضورًا لافتًا بخمسة أفلام مدعومة عبر برامجها وصندوقها، لتؤكد موقعها كمنصة رائدة لدعم المواهب السينمائية في السعودية والعالم العربي وإفريقيا وآسيا. من أبرز هذه الأعمال فيلم «هجرة» للمخرجة السعودية شهد أمين، الذي يُعرض ضمن برنامج «فينيسيا سبوتلايت»، ليشكّل عودتها إلى المهرجان بعد «سعَف» (2019). كما يقدَّم فيلم «نجوم الأمل والألم» للبناني سيريل عريس في «أيام المؤلفين»، بدعم من معامل البحر الأحمر وصندوقه.
وتشارك السينما المغاربية من خلال فيلم «رقية» للجزائري ينيس كوسيم، وفيلم «ملكة القطن» للسودانية سوزانا ميرغني، وكلاهما في برنامج أسبوع النقاد، إلى جانب الفيلم الإفريقي «ذاكرة الأميرة مومبي» لداميان هاوزر، الذي يتناول قضايا الذاكرة والإرث.
وفي موازاة ذلك، يُسجَّل للمؤسسة حضور في سوق الصناعة عبر مشروع «طرفاية» لصوفيا علوي في برنامج Gap Financing Market، وفيلم «ماي سيمبا» لهوغو سلفاتيرا ضمن برنامج «فاينال كت».
وقال فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: «نعتز بحضور خمسة من أفلامنا ضمن أقسام مختلفة من مهرجان فينيسيا العريق، إلى جانب اختيار مشروعين إضافيين في برامجه الصناعية، وهو تكريم لرؤى صنّاع الأفلام الذين نتشرف بدعمهم».
ويستمر المهرجان حتى السادس من سبتمبر، ببرنامج حافل يتضمن عروضًا أولية لأفلام بارزة مثل «فرانكشتاين» لغويليرمو ديل تورو، و«بوغونيا» ليورغوس لانثيموس، و«بعد الصيد» للوكا غوادانيينو. كما يُكرَّم المخرج الألماني فيرنر هرتزوغ والممثلة الأمريكية كيم نوفاك بأسدي شرف تقديرًا لمسيرتيهما.
رقية.. يتألق في سماء فينيسا
فيلم «رقية» هو أحدث أعمال المخرج الجزائري ينيس كوسيم، أحد الأسماء الصاعدة في السينما الجزائرية المستقلة. لفت الأنظار مبكرًا بفيلمه القصير «سلام» (2019) الذي تناول قضية الإرهاب من منظور إنساني، وحصد جائزة أسبوع النقاد في مهرجان فينيسيا، ليصبح أول مخرج جزائري يحقق هذا التتويج في تاريخ القسم. تواصلت مسيرته مع عروض في مهرجانات كبرى مثل تورونتو وقرطاج، حيث حصد إشادة نقدية واسعة بفضل أسلوبه الواقعي الممزوج بالرمزية.
في «رقية»، يواصل كوسيم الاشتغال على تيمات الهوية والذاكرة والتحولات الاجتماعية في الجزائر، عبر سردية درامية تمزج الحس الإنساني بالبعد الرمزي، ما يجعل مشاركته في فينيسيا السينمائي 82 محطة جديدة في مسار إبداعي طموح يعيد الاعتبار للسينما الجزائرية على الساحة العالمية. وإلى جانب إخراجه، شارك كوسيم في كتابة سيناريوهات عدة أعمال منها «الجزائر حبي» للوفي بوشوشي و**«À mon âge je me cache encore pour fumer»** لريحانة أوبرايمر، إضافة إلى مساهماته في أعمال تلفزيونية محلية. كما أسس Plateau19، وهو تجمع لدعم السينما المستقلة في الجزائر، يهدف إلى تبسيط صناعة السينما وجعلها أكثر شمولًا لصنّاع الأفلام الشباب خارج العاصمة.



















