شهد مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام لحظة استثنائية مع العرض الأول لفيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي جسّد نداءً مؤثرًا من قلب غزة، وجعل من السينما منبرًا لصرخة إنسانية تطالب بوقف القتل والتجويع والتهميش. الفيلم، المستند إلى التسجيلات الحقيقية للطفلة الغزية هند رجب، تحوّل إلى شهادة حيّة عن المأساة الإنسانية التي عاشها المدنيون تحت الحرب.
و في مؤتمر صحفي رافق عرض الفيلم، ألقت الممثلة الفلسطينية الكندية سجى كيلاني بيانًا باسم فريق العمل، جاء فيه: «كفى قتلًا جماعيًا وتجويعًا وتدميرًا واحتلالًا مستمرًا». وأضافت أن صوت هند ليس مجرد قصة، بل انعكاس لمعاناة شعب بأكمله.
فيلم «صوت هند رجب» يستند إلى الواقعة الحقيقية التي عاشتها الطفلة هند رجب (6 سنوات) في 29 يناير 2024، عندما حوصرت داخل سيارة في غزة بعد أن قتلت نيران دبابة إسرائيلية أفراد أسرتها. وظلت على اتصال بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لأكثر من ساعة، قبل أن تدمر غارة إسرائيلية سيارة الإسعاف المرسلة لإنقاذها وتودي بحياة المسعفين. تحول صوتها، الذي وثقته وسائل إعلام عالمية مثل واشنطن بوست وسكاي نيوز وForensic Architecture، إلى رمز عالمي للصمت الدولي إزاء المأساة.
كوثر بن هنية، المرشحة مرتين لجائزة الأوسكار، أوضحت أن الفيلم ولد من شعور بالغضب والعجز، بدعم من عائلة الطفلة والهلال الأحمر. وبالرغم من منعها من دخول غزة، حصلت على تسجيل كامل مدته 70 دقيقة، بُني عليه العمل السينمائي الهجين الذي مزج بين الأداء الدرامي والوثائقي، بينما احتفظ بصوت هند الحقيقي.
انضم عدد من الأسماء العالمية البارزة، مثل براد بيت وخواكين فينيكس وألفونسو كوارون وجوناثان جليزر، إلى قائمة المنتجين التنفيذيين، وهو ما اعتبرته المخرجة دعمًا غير مسبوق.
طاقم العمل الفلسطيني «صوت هند رجب» تحدث بدوره عن الصعوبات العاطفية التي واجهها أثناء التصوير، حيث قال الممثل معتز ملحيس إنه عانى نوبات هلع وهو يستمع إلى التسجيلات، لكنه شعر بالمسؤولية في تجسيد القصة.
وقد رُشح الفيلم من طرف تونس لتمثيلها في جائزة أفضل فيلم دولي بحفل الأوسكار الثامن والتسعين. وسيُعلن عن الفائزين في الدورة 82 لمهرجان فينيسيا يوم السبت 6 سبتمبر.
