القاسمي الحسني…دور المؤسّسات الروحية في تعزيز الأمن الفكري والتماسك الاجتماعي

أكد الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر ورئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، في كلمته خلال المؤتمر الدولي السنوي لسيرة المصطفى ﷺ بموريتانيا، على أهمية الأمن الروحي كأساس لتحقيق التماسك الاجتماعي والوحدة بين أفراد المجتمع. وأوضح أن حفظ الرسالة الروحية للنبي ﷺ يعد جهادًا حقيقيًا، يعتمد على إصلاح النفوس وتصحيح النوايا وتزكية القلوب، مع التركيز على مكافحة أسباب العنف والفرقة قبل تفاقمها.

وأشار الشيخ القاسمي إلى أن فقه فض النزاعات يمثل أداة شرعية ضرورية لضبط الخلافات وتحويلها من أسباب ضعف إلى مصدر قوة، بما يعزز وحدة الأمة ويقيها من الانقسامات. ويستند هذا الفقه إلى المبادئ القرآنية والسنة النبوية، مثل الصلح والتحكيم والحوار بالحسنى والتسامح والتنازل طلبًا للأجر، مستشهداً بصلح الحديبية ﷺ كمثال حي على الحكمة والتبصر في إدارة النزاعات.

وأكد المتحدث على الدور الحيوي للمؤسسات الدينية في مواجهة الفكر المتطرف والتيارات الأجنبية المفرقة، وتنمية الوعي لدى الشباب المسلم لتعزيز الاعتدال والوسطية، وحماية المجتمع من الانقسامات والصراعات الداخلية والخارجية. كما أبرز أن المرجعية الدينية الجامعة، المبنية على العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي، وطريقة الجنيد في التصوف السني، تضمن تربية الأفراد على القيم الروحية والأخلاقية، وتحصن المجتمع ضد الفتن.

واختتم الشيخ القاسمي كلمته بالدعاء أن يوفق الله القائمين على المؤتمر ويسدد جهودهم في خدمة الأمن الروحي وتثبيت المرجعية الدينية الجامعة، بما يضمن مجتمعًا متماسكًا، مستقراً، وقادرًا على مواجهة التحديات المعاصرة.

Exit mobile version