أجمعت عدة صحف ووكالات إفريقية على أن الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، التي تنطلق غدًا الخميس بالجزائر العاصمة، تمثل محطة محورية في مسار التكامل الاقتصادي القاري، وفرصة عملية لتجسيد اتفاقية منطقة التبادل الحر الإفريقية (زليكاف).
وكالة الأنباء الجنوب إفريقية ربطت أهمية الموعد بدور الجزائر الاستراتيجي باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في القارة، ناقلة عن نائب وزير التجارة والصناعة والمنافسة بجنوب إفريقيا، زوكو غودليمبي، قوله إن الجزائر قادرة على “إرساء طرق تجارية مباشرة مع إفريقيا” والاستفادة من الفرص الجديدة للولوج إلى الأسواق الدولية.
في المقابل، رأت صحيفة ذو ستار الكينية أن المعرض يمثل “المنصة الأولى للقارة في مجال التجارة والاستثمار والتعاون الاقتصادي”، فيما وصفت يومية لاناسيون البنينية التظاهرة بأنها “واجهة للقدرات الاقتصادية الإفريقية ومحفز لتجسيد اتفاقية زليكاف”.
أما الصحافة التونسية، عبر جريدة ليكونوميست ماغريبان، فقد شددت على أن موعد الجزائر “سيدعم بروز سوق موحدة تضم 1.4 مليار مستهلك، وناتجًا محليًا إجماليًا يفوق 3.400 مليار دولار”، معتبرة أن الحدث سيتيح توقيع اتفاقيات تجارية وتنظيم منتديات قطاعية استراتيجية.
وبلغة أكثر وضوحًا، رأت جريدة سود كوتيديان السنغالية أن المعرض يشكل “فرصة مهمة” لترسيخ مكانة الجزائر في الفضاء الاقتصادي الإفريقي وإبراز قدراتها الإنتاجية، فيما أشار معلقون نقلت عنهم عدة صحف إفريقية إلى أن هذه الطبعة تتميز بالمشاركة القوية للمؤسسات الإنتاجية والخدماتية، التي تراهن على إبرام عقود وشراكات جديدة.
ويبدو من هذه التغطيات أن الجزائر لا تكتفي بدور المستضيف، بل تتحول إلى قاطرة للاندماج الإفريقي، عبر فتح فضاء للتبادل التجاري وتثمين القدرات الإنتاجية للقارة، في أفق بناء سوق موحدة أكثر تنافسية وفاعلية.
ويُقام معرض التجارة البينية الإفريقية IATF 2025 بالجزائر العاصمة من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري تحت شعار “بوابة العبور إلى فرص جديدة”، بمشاركة واسعة تضم وفودًا من 140 دولة وأكثر من 2000 شركة من داخل وخارج القارة، بينها نحو 200 مؤسسة جزائرية. كما يُنتظر حضور ما يقارب 35 ألف زائر مهني، مع توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية تُقدَّر قيمتها بأكثر من 44 مليار دولار.


















