ما هي الدول الأعلى تضخمًا في إفريقيا ؟

تشهد القارة الإفريقية تباينًا واضحًا في نسب التضخم بين دولها، حيث استطاعت بعض الاقتصادات الكبرى المحافظة على استقرار نسبي، في حين غرقت أخرى في أزمات تضخمية خانقة جعلتها من بين الأعلى عالميًا.

في مقدمة الدول الإفريقية الأكثر تضخمًا يبرز السودان، الذي يسجل معدلات تضخم تتجاوز 100%، مدفوعة بانهيار العملة المحلية والاضطرابات السياسية والاقتصادية المستمرة. إلى جانبه، تأتي زيمبابوي التي لا تزال رمزًا للتضخم المفرط (Hyperinflation) مع تسجيل مستويات خيالية تضعها ضمن الأعلى عالميًا منذ سنوات.

كما تعرف إثيوبيا ونيجيريا نسب تضخم مرتفعة تراوحت في 2024 بين 25% و30%، نتيجة الضغوط على العملات المحلية وارتفاع تكاليف الاستيراد. أما غانا فقد شهدت قفزة كبيرة في الأسعار خلال العامين الأخيرين، حيث تجاوز معدل التضخم فيها 30%، ما أثر بشكل مباشر على مستويات المعيشة.

أما في شمال أفريقيا (المغرب العربي)، تبدو صورة التضخم متفاوتة بين بلد وآخر. فـتونس تواجه معدلات تضخم مرتفعة نسبيًا تقارب 8% في 2024، مدفوعة بارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقوية، بينما بلغ التضخم في المغرب حوالي 3% بفضل سياسات نقدية أكثر صرامة ودعم نسبي للمواد الأساسية. أما الجزائر فتمكنت من الحفاظ على تضخم معتدل يدور حول 5%، مدعومًا بعائدات الطاقة وتدخل الدولة في ضبط الأسعار. في المقابل، يعيش ليبيا حالة خاصة، إذ يبقى التضخم متأثرًا بعدم الاستقرار السياسي وتذبذب أسعار الصرف، ما ينعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية. أما موريتانيا فقد سجلت بدورها تضخمًا في حدود 5 إلى 6%، نتيجة تأثرها بتقلبات أسعار الغذاء عالميًا.

أمثلة على التضخم في مناطق مختلفة من القارة

و يعكس التفاوت في نسب التضخم , هشاشة البنية الاقتصادية في كثير من دول افريقيا جنوب الصحراء، حيث تظل الأزمات السياسية، تقلبات أسعار السلع الأساسية، وضعف الاستقرار النقدي عوامل رئيسية تجعل التضخم تحديًا بنيويًا طويل الأمد، في حين تحافظ بعض الدول على استقرار نسبي بفضل سياسات نقدية متشددة أو موارد طبيعية وفيرة.

Exit mobile version