يصادف اليوم 6 سبتمبر ذكرى ميلاد الأمير عبد القادر، الزعيم الوطني الذي جسّد روح المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر.
وُلد الأمير عبد القادر عام 1808 في منطقة القيطنة بولاية معسكر، ونشأ في أسرة عريقة تتميز بالعلم ، ما أسهم في تشكيل شخصيته القيادية ورؤيته الوطنية. وبذلك، يكون اليوم 217 سنة قد مرت على ميلاد هذه الشخصية التاريخية التي لا تزال إرثها حيًا في الذاكرة الوطنية الجزائرية و العالم.
عرف الأمير عبد القادر بذكائه الاستراتيجي وقدرته على توحيد القبائل الجزائرية المختلفة في مواجهة الغزو الفرنسي.وقد أسس الامير عبد القادر الدولة ذات المؤسسات التنظيمية و الإدارية، ووضع قواعد للقانون والنظام ، ما جعله رمزًا للسيادة الوطنية وواحدًا من أبرز الشخصيات التي أسست لمفهوم الدولة الحديثة في الجزائر.
كما يُعد الأمير عبد القادر رمزًا للمقاومة وأحد رواد الوعي الوطني في إفريقيا والعالم العربي، إذ تجاوزت شهرته حدود الجزائر ليصبح مثالًا عالميًا على القيادة الشجاعة، والالتزام بالقيم الإنسانية، والدفاع عن الحرية والاستقلال الوطني. لقد شكلت حياته ومواقفه مصدر إلهام للأجيال في مواجهة الاستعمار والاضطهاد، وساهمت في تعزيز فكرة الوحدة والهوية الوطنية في مختلف المجتمعات العربية والإفريقية.
لم يكن الأمير عبد القادر محاربًا فحسب، بل كان أيضًا رجل دولة ومفكرًا، اهتم بالتربية والدين والأخلاق، وحافظ على قيم العدالة والإنسانية في أوقات الحرب والسلام. كما عرف بسلوكه النبيل في المعاملة مع أسرى الحرب والمدنيين، ما أكسبه احترامًا عالميًا حتى من أعدائه.
تستمر إرثه اليوم في الذاكرة الوطنية الجزائرية، حيث يُعتبر مثالًا على الصمود والوحدة في مواجهة الاستعمار، ومصدر إلهام للأجيال الجديدة في تعزيز الهوية الوطنية والدفاع عن القيم الوطنية. هذه الذكرى السنوية، التي تحل بعد مرور 217 سنة على ميلاده، تشكل فرصة للتذكير بدور الأمير عبد القادر في تاريخ الجزائر، وتجديد الالتزام بالمبادئ التي دافع عنها طوال حياته.


















