دخلت الجزائر ضمن قائمة أكبر خمس دول مستوردة للمنتجات الدوائية الروسية، إلى جانب كل من كازاخستان، بيلاروس، أوزبكستان وتركمانستان، حسب ما صرّح به وزير الصناعة والتجارة الروسي على هامش منتدى الشرق الاقتصادي.
وكانت السلطات الروسية قد أشارت في وقت سابق إلى أن صناعة الأدوية المحلية حققت نمواً بنسبة 16% خلال الفترة من يناير إلى مايو الماضي، مقارنة بالسنة التي سبقتها، كما تنتج روسيا حالياً أكثر من 85% من جميع الأدوية الدولية غير مسجلة الملكية المدرجة ضمن قائمة الأدوية الحيوية والأساسية.
هذا المعطى يبرز الدور المتزايد للتعاون الجزائري الروسي في المجال الصحي، ويمنح الجزائر فرصة للاستفادة من القدرات التصنيعية الروسية لتأمين احتياجاتها الدوائية بأسعار وتنوع أكبر.
و تشكل صناعة الدواء في الجزائر إحدى الركائز الاستراتيجية لسياسة الأمن الصحي، حيث تمكنت البلاد خلال السنوات الأخيرة من رفع قدراتها الإنتاجية بشكل ملحوظ. وبحسب بيانات رسمية حديثة، يغطي الإنتاج المحلي ما نسبته 76.8% من احتياجات السوق الوطنية، بعد أن كان في حدود 68% إلى 70% قبل عامين فقط. ويُترجم هذا التقدم في تراجع فاتورة الاستيراد التي كانت تثقل ميزان المدفوعات، مع تعزيز حضور الشركات الجزائرية في تصنيع الأدوية الجنيسة والمستحضرات الأساسية.
ويقدَّر حجم السوق الدوائية الجزائرية بأكثر من 4 مليارات دولار سنوياً، ما يجعلها من بين أكبر الأسواق في إفريقيا والشرق الأوسط. هذا الحجم الكبير من الطلب دفع الحكومة إلى تبني سياسة واضحة تهدف إلى تشجيع الاستثمار المحلي، وجذب الشراكات الأجنبية لنقل التكنولوجيا وتطوير البحث العلمي في مجال الصيدلة.
ورغم هذا التقدم، ما تزال الجزائر تواجه تحديات تتعلق بتصنيع المواد الأولية والمواد الفعالة محلياً، حيث يعتمد أغلب الإنتاج الوطني على استيراد هذه المدخلات من الخارج. ومع ذلك، تواصل السلطات جهودها لتقليص هذه التبعية عبر مشاريع استراتيجية جديدة، ما قد يفتح المجال أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي شبه الكامل في المستقبل القريب.
المصدر: نوفوستي + الصحفي
