فاز فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي، بعد أن أثار تفاعلاً واسعًا لما يحمله من بعد إنساني وسياسي عميق. الفيلم يستند إلى قصة واقعية مأساوية لفتاة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات، لقيت حتفها خلال الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة، ويعتمد بشكل أساسي على التسجيل الصوتي الحقيقي لهند وهي تستنجد طلبًا للمساعدة أثناء تعرض سيارة عائلتها لإطلاق نار.
بن هنية، التي نالت تصفيق الحاضرين وقوفًا عند استلام الجائزة، أكدت أن السينما «لا تستطيع أن تعيد هند إلى الحياة»، لكنها قادرة على حفظ صوتها كرمز لمعاناة شعب بأكمله. وأشارت إلى أن العدالة لا تتحقق إلا بمساءلة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في غزة. الفيلم كان في صدارة ترشيحات الجمهور وحظي بتصفيق حار استمر 24 دقيقة في عرضه الأول.
في المقابل، فاز فيلم «أب، أم، أخت، أخ» للمخرج الأميركي جيم جارموش بجائزة الأسد الذهبي، وهو عمل كوميدي اجتماعي يتناول العلاقات الأسرية عبر ثلاث فصول في نيوجيرسي ودبلن وباريس. أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب الإيطالي توني سيرفيلو عن دوره في فيلم «لا جراتسيا»، بينما حصدت الصينية شين تشي لي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «الشمس تشرق علينا جميعاً».
ويواصل مهرجان البندقية ترسيخ مكانته كبوابة رئيسية لموسم الجوائز السينمائية، إذ غالبًا ما تكون الأفلام المشاركة فيه ضمن سباق الأوسكار.
جدير بالذكر أن الفيلم أثار تفاعلًا لافتًا بين الحضور، ليس فقط من الجانب الفني والجمالي، بل من خلال رسالته العميقة التي انتصرت للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية عالمية. فقد لمس المتابعون كيف استطاع العمل أن يجمع بين البعد الروحي والثقافي وبين الوعي بالقضايا العادلة، وهو ما جعل الجمهور يعبّر عن تضامنه وتقديره للفنانين القائمين عليه، مؤكدين أن الفن الأصيل قادر على أن يكون جسرًا للتعبير عن القيم الكبرى ونصرة المظلومين.
المصدر الشرق الأوسط + الصحفي