افتتحت الجزائر وروسيا جولة جديدة من المباحثات تركزت على تعزيز التعاون في مجال التقنيات النووية السلمية الطبية، خصوصًا ما يتعلق بإنتاج المواد الصيدلانية المشعة الموجهة لعلاج أمراض السرطان. وقد ناقشت محافظة الطاقة الذرية الجزائرية والمؤسسة الروسية “روس اتوم” “Rosatom” فرص إنشاء شراكات لتطوير الصناعة المحلية للمعدات المرتبطة بهذه التطبيقات الحيوية.
وجاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع الوزير الجزئاري للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، الاثنين بالجزائر العاصمة، مع نائب وزير الطاقة الروسي رومان مارشافين، على هامش فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية 2025. اللقاء كان فرصة لاستعراض آفاق التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
المحادثات الجزئارية الروسية شملت أيضًا إمكانيات توسيع الشراكة بين سوناطراك و”غازبروم” في مجال المحروقات والغاز، إلى جانب مشاريع تطوير الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، فضلًا عن خطط الربط الكهربائي الإقليمي. كما وجه عرقاب دعوة للمؤسسات الروسية للمشاركة في تنمية الصناعة المنجمية بالجزائر.
وأكد الطرفان أهمية التنسيق المشترك داخل “أوبك+” ومنتدى الدول المصدرة للغاز من أجل الإسهام في استقرار الأسواق العالمية، في وقت أشاد فيه المسؤول الروسي بفرص الاستثمار الكبيرة المتاحة في السوق الجزائرية.
و تُعد المؤسسة الروسية للطاقة النووية “روس آتوم” واحدة من أبرز الفاعلين العالميين في مجال التكنولوجيا النووية، إذ تأسست عام 2007 كمؤسسة حكومية تشرف على جميع الأنشطة النووية في روسيا، سواء المدنية أو ذات البعد الاستراتيجي. وتغطي أنشطتها سلسلة متكاملة من الخدمات تبدأ من تصميم المفاعلات النووية وبنائها وتشغيلها، مرورًا بإنتاج وتوريد الوقود النووي إلى أكثر من أربعين دولة، وصولًا إلى إدارة النفايات المشعة وتطوير حلول مبتكرة للطاقة. كما تولي “روس آتوم” أهمية خاصة للتطبيقات النووية السلمية في المجالات الطبية، عبر إنتاج النظائر المشعة لعلاج أمراض السرطان وتطوير المعدات المرتبطة بالتصوير والتشخيص الطبي.
وإلى جانب أنشطتها النووية، توسعت المؤسسة “روس آتوم” “Rosatom” في السنوات الأخيرة نحو مجالات الطاقات المتجددة، مثل مشاريع طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، ما يعكس توجهها نحو تنويع مصادر الطاقة المستدامة. وبفضل خبرتها الواسعة، تنفذ “روس آتوم” مشاريع استراتيجية كبرى في عدة دول من بينها مصر وتركيا والهند والصين، وهو ما جعلها لاعبًا محوريًا في سوق الطاقة النووية العالمي.
