صوّت مجلس النواب الأمريكي بالأغلبية يوم أمس الأربعاء 10 سبتمبر 2025 على إلغاء التفويضات القديمة التي سمحت باستخدام القوة العسكرية ضد العراق، وذلك ضمن مشروع قانون “تفويض الدفاع الوطني” لعام 2025.
التفويضات التي ألغيت تعود إلى عامي 1991 و2002، حيث استُخدمت الأولى في حرب الخليجن، والثانية في غزو العراق سنة 2003. واعتبر مشرّعون أن استمرار هذه القوانين بعد أكثر من ثلاثة عقود لم يعد مبررًا، خاصة وأنها تُستخدم في تبرير تدخلات عسكرية أمريكية خارج نطاق العراق.
يُذكر أن هذا الإجراء أُدرج في مشروع قانون الدفاع السنوي، وهو ما يضمن تنفيذه تقريبًا، بالنظر إلى أن تمرير الـNDAA يُعدّ ضرورة في الكونغرس. غير أن مسألة الإلغاء لا تزال تنتظر مصادقة مجلس الشيوخ.
حرب غزو العراق التي خلّفت حصيلة بشرية ثقيلة ما تزال مثار جدل واسع بين الباحثين والمنظمات. فوفق مشروع Iraq Body Count، قُتل ما بين 180 ألف و210 آلاف مدني خلال العقدين الماضيين.
بينما أشارت دراسة نشرتها مجلة Lancet الطبية عام 2006 إلى أن عدد الوفيات جراء حرب العراق قد تجاوز 650 ألف شخص في السنوات الثلاث الأولى فقط. أما استطلاع مؤسسة Opinion Research Business البريطانية عام 2007، فقد ذهب أبعد من ذلك بتقديره أن الضحايا ربما تجاوزوا المليون.
وبالرغم من تباين الأرقام، فإن المؤكد أن الحرب وما تبعها من صراعات طائفية وأعمال عنف خلفت مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، تاركة أثرًا عميقًا على المجتمع العراقي والبنية التحتية للبلاد.
انطلقت حرب غزو العراق في 20 مارس 2003 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، مدعومة بتحالف ضمّ عدة دول فيما عُرف بـ”تحالف الراغبين” (Coalition of the Willing). إلى جانب واشنطن ولندن، شاركت أستراليا وبولندا بشكل مباشر في العمليات العسكرية الأولى، بينما قدمت دول أخرى دعمًا لوجستيًا أو سياسيًا مثل إسبانيا، الدنمارك، إيطاليا، هولندا، رومانيا، أوكرانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، بلغاريا، والبرتغال.
في المجموع، أعلنت أكثر من ثلاثين دولة انضمامها للتحالف ضد العراق بدرجات متفاوتة من المشاركة، لكن الدور العسكري الأكبر بقي في يد الولايات المتحدة وبريطانيا. الحرب أدت إلى مقتل مئات الآلاف من العراقيين ونزوح الملايين، إضافة إلى خسائر بشرية في صفوف قوات التحالف تجاوزت الآلاف، أبرزهم أكثر من 4,400 قتيل أمريكي وحوالي 180 جنديًا بريطانيًا، ما جعلها واحدة من أكثر الحروب كلفة وتعقيدًا في بدايات القرن الحادي والعشرين.
المصدر: رويترز + وكالات



















