تطرق مقال لوزير الاتصال الجزائري محمد مزيان إلى النجاح البارز الذي حققته الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية، معتبراً أن هذا الحدث يعكس بوضوح الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي دعا منذ توليه المسؤولية إلى أن تبنى حلول مشاكل القارة الإفريقية بسواعد أبنائها. وأكد الوزير أن الجزائر، باستضافتها لهذا الموعد الاقتصادي الكبير، جسدت فعلياً هذا التوجه، لتفتح المجال أمام ولادة “حلم إفريقي” جديد، قائم على التضامن والتكامل والتنمية المشتركة.
وأشار الوزير محمد مزيان إلى أن كلمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الافتتاحية يوم 4 سبتمبر 2025 شكّلت محطة مفصلية، حيث شدّد على أن مستقبل إفريقيا لن يتحقق إلا من خلال بناء بنية تحتية متكاملة، بما يسمح بترسيخ التكامل الاقتصادي وتعزيز مكانة القارة على الساحة الدولية. وأضاف أن هذا التوجه وجد صداه لدى عدد من القادة الأفارقة، على غرار الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي دعا إلى تجاوز اقتصاد الريع والمواد الخام نحو التصنيع المحلي، والرئيس التونسي قيس سعيد الذي وصف منطقة التجارة الحرة القارية بأنها حلم الأجيال، وكذا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي الذي شدّد على أهمية الربط بين شمال وجنوب القارة.
وأوضح مزيان أن نتائج المعرض، التي أعلنت يوم 10 سبتمبر 2025 بتوقيع عقود واتفاقيات تجاوزت قيمتها 48.3 مليار دولار، منها 11.4 مليار دولار من نصيب الجزائر، تشكّل دليلاً عملياً على نجاح الرؤية الجزائرية في دفع عجلة التكامل الإفريقي. وأبرز أن هذه الحصيلة ليست مجرد أرقام، بل تعكس ثقة الشركاء في قدرات الجزائر وإمكانياتها، ودورها كفاعل محوري وجسر اقتصادي يربط إفريقيا بالعالم.
كما أشار إلى أن الصحافة الجزائرية والدولية عاينت هذا “الحلم الإفريقي” على أرض الجزائر من خلال الإقبال الكبير على فعاليات المعرض، والتنظيم الاحترافي، والشراكات النوعية التي تم التوصل إليها. وأكد أن الجزائر برهنت على امتلاكها نموذجاً اقتصادياً رائداً يمكن أن تستلهم منه الدول الإفريقية الأخرى مسارات عملية للتنمية، خاصة بفضل السياسة الصناعية المتكاملة التي انتهجتها في السنوات الأخيرة.
وختم الوزير مقاله بالتأكيد على أن معرض التجارة البينية الإفريقية لم يكن مجرد حدث اقتصادي، بل محطة فارقة في مسار القارة نحو بناء كيان اقتصادي موحّد، وأن الجزائر، برؤية رئيسها ودعم مؤسساتها، تضع نفسها في قلب هذا المشروع الطموح، إيماناً منها بأن مستقبل إفريقيا مرهون بإرادة أبنائها وقدرتهم على تحويل الأحلام إلى إنجازات ملموسة.
