الجزائر تؤكد دورها القيادي في حماية التراث في افريقيا والعالم العربي

أشرف الوزير الجزائري للثقافة والفنون، السيد زُهير بَللو، يوم الخميس 11 سبتمبر 2025 بقصر الثقافة “مفدي زكريا” بالعاصمة، على اختتام الورشة الدولية الخاصة بالتقييم الأولي لاقتراحات تسجيل المواقع في قائمة التراث العالمي. الورشة نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع الصندوق الإفريقي للتراث العالمي، بمشاركة منظمة اليونسكو وهيئتيها الاستشاريتين “إيكوموس” و”الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة”، بالإضافة إلى خبراء وممثلين عن 15 دولة حضورياً وعشرة ممثلين من الدول العربية والأفريقية عبر تقنية التحاور عن بعد.

و في كلمته، أكد الوزير بَللو أن التراث الثقافي والطبيعي في إفريقيا والعالم العربي يمثل طاقة حية تتجاوز مجرد المعالم التاريخية، مشدداً على أهمية صونه من خلال تنسيق الجهود ووضع استراتيجيات فعّالة. كما أبرز نجاح الورشة في تمكين جيل من الكفاءات الشابة لإعداد ملفات ترشيح قوية، قادرة على إقناع الهيئات الدولية، مع التأكيد على أن التعاون الإفريقي-العربي يعد رافعة أساسية لزيادة فرص إدراج المواقع في قائمة التراث العالمي. وقد تم خلال الورشة مراجعة وتقييم 16 ملفاً جديداً، من بينها ملف الجزائر.

من جهته، أشاد مدير الصندوق الإفريقي للتراث العالمي، السيد ألبينو جوبلا، بالمجهودات الجزائرية لإنجاح الورشة، مؤكداً أن التعاون الإفريقي-العربي في مجال صون التراث يشكل رافعة استراتيجية لتعزيز الاعتراف الدولي بالمواقع الإفريقية، وجدد التزام الصندوق بدعم الكفاءات الشابة في هذا المسار. كما عبرت منسقة البرنامج، السيدة ريم كالواز، عن اعتزازها بالنجاح الذي حققته الورشة، مشيدة بقدرة الشباب على استيعاب آليات إعداد ملفات الترشيح وفق المعايير الدولية، ووصفت التجربة الجزائرية بأنها نموذج يُحتذى به.

في السياق ذاته، شددت مديرة حفظ التراث الثقافي وترميمه، السيدة شرشالي، على الدور المحوري للجزائر في حماية تراثها الوطني والعالمي، معتبرة الورشة خطوة عملية نحو تعزيز القدرات المؤسساتية والفنية. كما أكدت ممثلة المجلس الدولي للمعالم والمواقع، السيدة غوينيال بوردين، أهمية المقاربة التشاركية بين الهيئات الدولية والدول الإفريقية والعربية، مشيرة إلى أن إعداد ملفات قوية يتطلب توظيف الخبرة العلمية مع الإرادة السياسية، وأثنت على جهود الجزائر في توفير فضاءات للحوار وتبادل الخبرات.

واختتمت الورشة بتوزيع شهادات على المشاركين، في مشهد يعكس التزام الجزائر بمرافقة مسار حماية الذاكرة المشتركة.

Exit mobile version