في وقت يستمر فيه الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية اليومية، مع مئات القتلى والجرحى والاعتقالات القسرية، يواصل المغرب سياساته التطبيعية من خلال استضافة منتدى تنظمه حركة صهيونية يومي 19 و20 سبتمبر الجاري.
هذه الاستضافة، بحسب ناشطات ومنظمات من عدة دول، تعد جزءاً من مسار طويل لتبييض صورة الاحتلال الصهيوني وتجاوز الانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين.
النداء الذي وقعته ناشطات ومنظمات من المغرب وتونس وسويسرا والولايات المتحدة وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا، إضافة إلى هيئات مثل اتحاد العمل النسائي، وصف الاستضافة بأنها استمرار صارخ لخيانة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن أي واجهة نسوية أو حقوقية لتبرير التطبيع ما هي إلا غطاء لتجميل صورة الاحتلال.
ويواجه الفلسطينيون يومياً القتل والتهجير القسري والاعتقالات التعسفية، إضافة إلى انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان موثقة في تقارير الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، بينما يغيب أي موقف حقيقي من الدولة المغربية.
وفي سياق مرتبط، حذرت حركة المقاطعة “بي دي إس” المغرب من استمرار البلاد في فتح موانئها أمام أسطول الإبادة التابع لشركة دنماركية، محملة بقطع من طائرات حربية، ما يجعل الدولة المغربية جزءاً من البنية التحتية التي تغذي آلة الحرب على الشعب الفلسطيني. وأكدت الحركة تورط السفن “Maersk CHICAGO” و”NYSTED Maersk” في عمليات سابقة لنقل شحنات موجهة للاحتلال، محذرة من تبعات هذا التورط قانونياً وسياسياً.
يبقى السؤال المحوري: كيف لدولة عربية أن تتجاهل مأساة الفلسطينيين وتستضيف ممثلين عن الاحتلال في وقت يُقتل فيه المدنيون يومياً على أرضهم؟
